تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤٥٢
تصدى) * [آية: 6] يعنى تدعو وتقبل بوجهك * (وما عليك ألا يزكى) * [آية: 7] يقول: وما عليك ألا يؤمن ولا يصلح ما قد أفسد، هؤلاء النفر.
تفسير سورة عبس من الآية (8) إلى الآية (23).
* (وأما من جاءك يسعى) * [آية: 8] في الحر * (وهو يخشى) * [آية: 9] الله يعنى بن أن كتوم * (فأنت عنه) * يا محمد * (تلهى) * [آية: 10] يعنى تعرض بوجهك عنه، ثم وعظ الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يقبل على من استغنى عنه فقال: لا تقبل عليهم لا تعرض عن من جاءك يسعى، ولا تقبل على من استغنى وتعرض عن من يخشى ربه، فلما نزلت هذه الآية في ابن مكتوم، أكرمه النبي صلى الله عليه وسلم واستخلفه بعد ذلك على المدينة مرتين في غزواته، ثم انقطع الكلام، ثم استأنف فقال: * (كلا إنها تذكرة) * [آية: 11] يعنى آيات القرآن * (فمن شاء ذكره) * [آية: 12] يعنى الرب تعالى نفسه، يقول: من شاء الله تعالى فهمه يعنى القرآن، يقول من شاء ذكر، أن يفرض الأمر إلى عباده.
ثم قال: إن هذا القرآن * (في صحف مكرمة) * [آية: 13] يعنى في كتب مكرمة * (مرفوعة) * يعنى به اللوح المحفوظ، مرفوعة فوق السماء الرابعة، نظيرها في الواقعة عند الله * (مطهرة) * [آية: 14] من الشرك والكفر * (بأيدي سفرة) * [آية: 15] يعنى تلك الصحف بأيدي كتبة كرام مسلمين، ثم اثنى على الملائكة الكتبة، فقال: * (كرام) * يعنى مسلمين، وهم الملائكة * (بررة) * [آية: 16] يعنى مطعين لله تعالى أنقياء أبرار من الذنوب، وكان ينزل إليهم من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، إلى الكتبة من الملائكة، ثم ينزل به جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم انقطع الكلام، فذلك قوله: * (قتل الإنسن) * يعنى لعن الإنسان * (ما أكفره) * [آية: 17] يقول: الذي أكفره، نزلت هذه الآية في عتيبة بنأبى لهب بن عبد المطلب، وذلك أنه كان غضب على أبيه فأتى محمدا صلى الله عليه وسلم فآمن به، فلما رضى أبوه عنه وصالحه وجهزه وسرحه إلى الشام بالتجارات فقال: بلغوا محمدا عن غتبة أنه قد كفر بالنجم، فلما سمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، قال: اللهم سلط عليه كلبك يأكله فنزل ليلا في بعض الطريق فجاء الأسد فأكله، ثم قال وهو يعلم: * (من أي شئ
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»