تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤٤٩
* أقدم أبادهم على الأساوره * ولا تغرنك أكف بادره * * وإنما فصرك ترب الساهره * ثم ترد بعدها في الحافره * * من بعد ما كنت عظاما ناخره * قال: وفي قوله: * (والسلام علي يوم ولدت) * يعني في الخلق الأول من غير أب، * (ويوم أموت) * من ضغطة القبر، * (ويوم أبعث حيا) * [مريم: 33] بالحجة على من قال أني رب.
ثم نعت الطامة فقال: * (يوم يتذكر الإنسن ما سعى) * [آية: 35] يعنى يتذكر ما عمل في الدنيا من الشر، يجزى به في ذلك اليوم * (وبرزت الجحيم لمن يرى) * [آية: 36] لأن الخلق يؤمئذ يبصرونها فمن كان منها أعمى في الدنيا؟ فهو يؤمئذ يبصر، قال: * (فأما من طغى) * [آية: 37] * (وءاثر الحياة الدنيا) * [آية: 38] نزلت هذه الآية في النضر بن الحارض بن علقمة بن كلدة، وفي حبيب بن عبد يا ليل، وأمية بن خلف الجمحي، عتبة، وعتيبة ابني أبي لهب، فهؤلاء كفار ومنهم مصعب، وأبو الدوم ابنا عمير، وذلك أنهم وجدوا جزورا في البرية ضلت من الأعراب فنحروها وجعلوا يقتسمونها بينهم فأصاب مصعب، وأبو الدوم سهمين، ثم إن مصعب ذكر مقامه بين يدي رب العالمين، فخاف أن يحاسبه الله تعالى يوم القيامة، فقال:
إن سهمي وسهم أخي هو لكم، فقال له عند ذلك أمية بن خلف: وليم؟ قال: إني أخاف أن يحاسبني الله به، فقال له أمية بن خلف: هاته وأنا أحمل عنك هذا الوزر عند إلهتك في الآخرة وفشت تلك المقالة في قريش في أمر مصعب فأنزل الله تعالى: * (فأما من طغى) * الثابت على الشرك، وآثر الحياة الدنيا على الآخرة، ولم يخف الله ولا حسابه فأكل الحرام * (فإن الجحيم هي المأوى) * [آية: 39] ثم ذكر مصعب، قتل يوم أحد، وأبا الدوم ابني عمير بن هشام بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، فقال: * (وأما من خاف مقام ربه) * يقول: مقام ذلك اليوم بين يدي ربه * (ونهى النفس عن الهوى) * [آية: 40] يقول: قدر على معصيته فانتهى عنها مخافة حساب ذلك اليوم * (فإن الجنة هي المأوى) * [آية: 41] نظيرها في النجم.
تفسير سورة النازعات من الآية (42) إلى الآية (46).
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك فقرأها عليهم، فقالوا: متى هذا اليوم يا محمد؟ فأنزل
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 ... » »»