يعنى عبد مناف بن قصي، وبني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب، نظيرها في * (ألهاكم التكاثر) * [التكاثر: 1] ثم ذكر صنعه ليعتبروا إذا بعثوا يوم القيامة وقد كذبوا بالقيامة والبعث فعظم الرب نفسه تبارك وتعالى فقال: * (ألم نجعل الأرض مهدا) * [آية:
6] يعني فراشا وأيضا بساطا مسيرة خمسمائة عام * (والجبال أوتادا) * [آية: 7] على الأرض لئلا تزول بأهلها فاستقرت وخلق الجبال بعد خلق الأرض.
ثم قال: * (وخلقنكم أزوجا) * [آية: 8] يعنى أصنافا ذكورا وإناثا، سودا وبيضا وحمرا وأدما، ولغات شتى، فذلك قوله: * (وخلقنكم أزوجا) * فهذا كله عظمته، ثك ذكر نعمته فقال: * (وجعلنا نومكم سباتا) * [آية: 9] يقول:
إذا دخل الليل أدرككم النوم فتستريحون، ولولا النوم ما استرحتم أبدا من الحرص وطلب المعيشة، فذلك قوله: * (سباتا) * لأنه يسبت والنائم مسبوت كأنه ميت لا يعقل * (وجعلنا اليل لباسا) * [آية: 10] يعنى سكنا، كقوله: * (هن لباسا لكم) * [البقرة: 187] يعنى سكنا لكم فألبسكم ظلمته على خير وشر كثير، ثم قال: * (وجعلنا النهار معاشا) * [آية: 11] لكي تنتشروا لمعيشتكم فهذان نعمتان من نعم الله عليكم، ثم ذكر ملكه وجبروته وارتفاعه فقال: * (وبنينا فوقكم سبعا شدادا) * [آية: 12] يعني بالسبع السماوات وغلظ كل سماء مسيرة عام، وبين كل سماءين مثل ذلك نظير في المؤمنين: * (خلقنا فوقكم سبع طرائق) * [الآية: 17] فذلك قوله:
* (شدادا) * قال: وهي فوقكم يا بني آدم فاحذروا، لا تخر عليكم إن عصيتم.
ثم قال: * (وجعلنا سراجا وهاجا) * [آية: 13] يعنى الشمس وحرها مضيئا، يقول:
جعل فيها نورا وحرا، ثم ذكر نعمه فقال: * (وأنزلنا من المعصرت ماء ثجاجا) * [آية: 14] يعنى مطرا كثيرا منصبا يتبع بعضه بعضا، وذلك أن الله عز وجل يرسل الياح فتأخذ الماء من سماء الدنيا من بحر الأرزاق، ولا تقوم الساعة ما دام به قطرة ماء، فذلك قوله:
* (وفي السماء رزقكم وما توعدون) * [الذاريات: 22] قال تجئ الريح فتثير سحابا فتلحقه، ثم تمطر وتخرج الريح والمطر جميعا من خلل السحاب، قال: * (لنخرج به) 6 يعنى بالمطر * (حبا) * يعنى بالحبوب كل شئ يزرع ويحصد من البر والشعير والسمسم ونحوها من الحبوب، قال: * (ونباتا) * [آية: 15] يعنى كل شئ ينبت في الجهال وأصحارى من الشجر والكلأ فذلك النبات، وهي تنبت عاما بعام من قبل نفسها * (وجنت ألفافا) * [آية: 16] يعنى وبساتين ملتفة بعضها إلى بعض من كثرة الشجر.
تفسير سورة النبأ من الآية (17) إلى الآية (30).