تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤٣٧
* (أحياء وأمواتا) * [آية: 26] يقول: أليس قد جعل لكم الأرض كفاتا لكم، تدفنون فيها، أمواتكم وتبثون عليها أحياءكم، وتسكنون عليها فقد كفت الموتى والأحياء، فقال:
* (وجعلنا فيها رواسي شمخت) * وهي جبال راسخة في الأرض وأتادا، ثم قال: * (وأسقيناكم ماءا فراتا) * [آية: 27] يقول: ماء حلوا * (ويل يومئذ للمكذبين) * [آية: 28] بالبعث وقد علموا أن الله تعالى قد خلق هذه الأشياء كلها، قوله: * (انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون) * [آية: 29] في الدنيا أنه غير كائن وهي النار وذلك أنه إذا انطلق أهل النار وهي تهمهم، زفرت جهنم زفرة واحدة فيخرج عنق فيحيط بأهلها، ثم تزفر زفرة أخرى فيخرج عتق لها من نار وتحيط بهم، ثم تزفر الثالثة فيخرج عنق فيحيط بالآخرين فتصير حولهم سرادق من نار فيخرج دخان من جهنم فيقول فوقهم، فيظن أهلها أنه ظل وأنه سينفعهم من هذه النار، فينطلقون كلهم بأجمعهم فيستظلون تحتها، فيجدونها أشد حرا من السرادق، فذلك قوله: * (انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون) * وهو شعب بجهنم، أنهم كذبوا الرسل في الدنيا بأن العذاب في الآخرة ليس كائن، فتقول لهم الملائكة الخزان * (انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون انطلقوا إلى ظل ذي ثلث شعب) * [آية: 30] لأنها تنقطع ثلاث قطع.
قوله: * (لا ظليل) * يقول: لا بارد * (ولا يغني من اللهب) * [آية: 31] يقول: من ذلك السرادق الذي قد أحاط حولهم، ثم ذكر الظل فقال: * (إنها ترمي بشرر كالقصر) * [آية:
32] وهو أصول الشجر يكون في البرية، فإذا جاء الشتاء قطعت أغصانها فتبقى أصولها، فيحرقها البرد فتسود فتراها في البرية كأمثال الجمال إذا أنيخب في البرية، فذلك قوله:
* (إنها ترمي بشرر كالقصر) * * (كأنه جملت صفر) * [آية: 33] يقول: كأنها جمال سوداء إذا رأيتها من مكان بعيد * (ويل يومئذ للمكذبين) * [آية: 34] بالبعث، ثم ذكر الويل متى يكون؟ فقال: * (هذا يوم لا ينطقون) * [آية: 35] * (ولا يؤذن لهم) * في الكلام * (فيعتذرون) * [آية: 36] فقال أن تعتذروا * (ويل يومئذ للمكذبين) * [آية: 37] بالبعث، ثم قال إن: * (هذا يوم الفصل) * وهو يوم القيامة وهو يوم الذين * (جمعنكم) * يا معشر أهل مكة، وسائر الناس ممن بعدكم * (والأولين) * [آية: 38] الذين كذبوا بالبعث من قبلكم من الأمم الخالية * (فإن كان لكم كيد فكيدون) * [آية: 39] يقول: إن كان لكم مكرنا مكروا * (ويل يومئذ للمكذبين) * [آية: 40] بالبعث.
قوله: * (إن المتقين) * يعني به الموحدين * (في ظلل وعيون) * [آية: 41] يعنى في جنات، يقول: في البساتين ونعيم فهو اللباس الذي يلبسون من سندس وإستبرق والحرير
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»