صب على ' فصب عليه ابن مسعود، فتوضأ منه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أراد أن يصليا أقبل الرجالن اللذان اختصما في الدم حتى وقفا عليه رآهما النبي صلى الله عليه وسلم ظن أنهما رجعا يختصمان في الدم، فقال: ' ما لكما ألم أقض بينكما؟ ' قالا: يا رسول الله، إنا جئنا نصلي معك ونقتدي بك فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، وقام ابن مسعود والرجلان من الجن وراء النبي صلى الله عليه وسلم فصلوا معه فذلك قوله: * (أنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبد) * [الجن: 19] من حبهم إياه، ثم انصرفوا من عنده مؤمنين فلم يبعث الله، عز وجل، نبيا إلى الإنس والجن قبل محمد صلى الله عليه وسلم. فقالوا: يا رسول الله، مر لنا برزق حتى نتزود في سفرنا؟ فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم فإن لكم أن يعود العظم لحما والبعر حبا هذا لكم إلى يوم القيامة فلا يحل للمسلم أن يستنجي بالعظم ولا بالبعر، ولا بالرجيع، يعني رجيع الدواب، ولم يبعث الله نبيا إلى الجن والأنس قبل محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن مسعود:
لقد رأيت رجالا مستنكرين طولا سودا كأنهم من أزد شنوءة لو خرجت من ذلك الخط لظننت أني سأختطف.
تفسير سورة الأحقاف من الآية (33) فقط.
قوله: * (أولم يروا) * يقول أو لم يعلموا * (أن الله الذي خلق السماوات والأرض) * نزلت في أبي خلف الجمحي عمد فأخذ عظما حائلا نخرا فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، أتعدنا إذا بليت عظامنا، وكنا رفاتا أن الله يبعثنا جديدا، وجعل يفت العظم ويذريه في الريح، ويقول: يا محمد، من يحيى هذا؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: يحيى الله هذا، ثم يميتك، ثم يبعثك في الآخرة ويدخلك النار '، فأنزل الله، تعالى يعظه ليعتبر في خلق الله فيوحده، أو لم يروا أن الله، أو لم يعلموا أن الله الذي خلق السماوات والأرض، لأنهم مقرون أن الله الذي خلقهما وحده.
* (ولم يعي بخلقهن بقدر على أن يحى الموتى) * في الآخرة، وهما أشد خلقا من خلق الإنسان بعد أن يموت ولم يعي بخلقهن إذ خلقهن، يعني عن بعث الموتى نظيرها في يس، ثم قال لنبيه، صلى الله عليه وسلم * (بلي) * يبعثهم * (إنه على كل شئ) * من البعث وغيره * (قدير) * [آية: 33] فلما كفر أهل مكة بالعذاب أخبرهم الله بمنزلتهم في الآخرة،