تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٢٣٤
ثم قال: * (وأن الذين ءامنوا) * يعني صدقوا بتوحيد الله * (اتبعوا الحق من ربهم) * يعني به القرآن * (كذلك) * يقول: هكذا * (يضرب الله للناس أمثالهم) * [آية: 3] حين أضل أعمال الكفار، وكفر سيئات المؤمنين، ثم علم المؤمنين كيف يصنعون بالكفار؟
تفسير سورة محمد من الآية (4) فقط.
فقال: * (فإذا لقيتم الذين كفروا) * من مشركي العرب بتوحيد الله تعالى * (فضرب الرقاب) * يعني الأعناق * (حتى إذا أثخنتموهم) * يعني قهرتموهم بالسيف وظهرتم عليهم * (فشدوا الوثاق) * يعني الأسر * (فإما منا بعد) * يعني عتقا بعد الأسر فيمن عليهم * (وإما فداء) * يقول: فيفتدى نفسه بما له ليقوى به المسلمون على المشركين، ثم نسختها آية السيف في براءة، وهي قوله: * (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) * [التوبة: 5]، يعني مشركي العرب خاصة.
* (حتى تضع الحرب أوزارها) * يعني ترك الشرك، حتى لا يكون في العرب مشرك، وأمر ألا يقبل منهم إلا الإسلام، ثم استأنف، فقال: * (ذلك) * يقول هذا أمر الله في المن والفداء. حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثني الهذيل، قال: قال مقاتل، إذا أسلمت العرب وضعت الحرب أوزارها، وقال في سورة الصف: * (فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين) * [الصف: 14] بمحمد حين أسلمت العرب.
فقال: * (ولو يشاء الله لانتصر منهم) * يقول: لانتقم منهم * (ولكن ليبلوا) * يعني يبتلى بقتال الكفار * (بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله) * يعني قتلى بدر * (فلن يضل أعمالهم) * [آية: 4] يعني لن يبطل أعمالهم الحسنة.
تفسير سورة محمد من الآية (5) فقط.
* (سيهديهم) * إلى الهدى، يعني التوحيد في القبر * (ويصلح بالهم) * [آية: 5] يعني حالهم في الآخرة.
تفسير سورة محمد من الآية (6) فقط.
* (ويدخلهم الجنة عرفها لهم) * [آية: 6] يعني عرفوا منازلهم في الجنة، كما عرفوا
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»