تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٢٨٤
* (وكذلك) *، يعنى وهكذا، * (بعثناهم) * من نومهم فقاموا، * (ليتساءلوا بينهم) *، ف * (قال قائل منهم) *، وهو مكسلمينا، وهو أكبرهم سنا، * (كم لبثتم) * رقودا، * (قالوا لبثنا يوما) *، وكانوا دخلوا الغار غدوة، وبعثوا من آخر النهار، فمن ثم قالوا: * (أو بعض يوم قالوا) *، يعنى الأكبر، وهو مكسلمينا وحده، * (ربكم أعلم بما لبثتم) * في رقودكم منكم، فردوا العلم إلى الله عز وجل، ثم قال مكسلمينا:
* (فابعثوا أحدكم بورقكم) *، يعنى الدراهم، * (هذه) * التي معكم. * (إلى المدينة) *، فبعثوا يمليخا، * (فلينظر أيها أزكى طعاما) *، يعنى أطيب طعاما، * (فليأتكم برزق منه وليتلطف) *، يعنى وليترفق حتى لا يفطن له، * (ولا يشعرن بكم أحدا) * [آية: 19]، يعنى ولا يعلمن بمكانكم أحدا من الناس.
* (إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم) *، يعنى يقتلوكم، * (أو يعيدوكم في ملتهم) *، يعنى في دينهم الكفر، * (ولن تفلحوا إذا أبدا) * [آية: 20]، كان هذا من قول مكسلمينا، يقوله للفتية، فلما ذهب يمليخا إلى القرية، أنكروا دراهم دقيوس الجبار الذي فر منه الفتية، فلما رأوا ذلك، قالوا: هذا رجل كنزا، فلما خاف أن يعذب، لأخبرهم بأمر الفتية، فانطلقوا معه إلى الكهف، فلما انتهى يمليخا إلى الكهف ودخل، سد الله عز وجل باب الكهف عليهم، فلم يخلص إليهم أحد.
* (وكذلك أعثرنا) *، يقول: وهكذا أطلعنا * (عليهم ليعلموا) *، يعنى ليعلم كفارهم ومكذبوهم بالبعث إذا نظروا إليهم، * (إن وعد الله حق) * في البعث أنه كائن، * (و) * ليعلموا * (إن الساعة) * آتية، يعنى قائمة، * (لا ريب فيها) *، يعنى لا شك فيها، في القيامة بأنها كائنة، * (إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم) *، يعنى إذا يخلفون في القول في أمرهم، فكان التنازع بينهم أن قالوا: كيف نصنع بالفتية؟ قال بعضهم: نبني عليهم بنيانا، وقال بعضهم، وهم المؤمنون: * (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) * [آية: 21]، فبنوا مسجدا على باب الكهف.
* (سيقولون) *، يعنى نصارى نجران: الفتية * (ثلاثة) * نفر، * (رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم) *، يقول الله عز وجل: * (رجما بالغيب) *، يعنى قذفا
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»