تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٢٨٩
وهو ضامر البطن، رث الثياب، والكفر ظاهر الدم، غليظ الرقبة، جيد المركب والكسوة، فقال الكافر للمؤمن: إن كنت كما تزعم أنك أخي، فأين مالك الذي ورثت من أبيك؟
قال: أقرضته إلهي الملي الوفي، فقدمته لنفسي ولولدي، فقال: وإنك لتصدق أن الله يرد دين العباد، هيهات هيهات، ضيعت نفسك، وأهلكت مالك، فذلك قوله سبحانه:
* (فقال) * الكافر * (لصاحبه) *، وهو المؤمن، * (وهو يحاوره) *، يعنى يراجعه، يقول:
* (أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا) * [آية: 34]، يعنى وأكثر ولدا.
* (ودخل) * الكافر * (جنته) *، وهو بستانه، * (وهو ظالم لنفسه قال ما أظن) *، يعنى ما أحسب * (أن تبيد) *، يعنى أن تهلك، * (هذه) * الجنة * (أبدا) * [آية: 35].
قال: * (وما أظن الساعة قائمة) *، يعنى القيامة كائنة كما تقول، * (ولئن رددت إلى ربي) * في الآخرة، * (لأجدن خيرا منها) *، يعنى أفضل منها، من جنتي، * (منقلبا) * [آية: 36]، يعنى مرجعا.
فرد عليه، * (قال له صاحبه) * المؤمن، * (وهو يحاوره) *، يعنى يراجعه: * (أكفرت بالذين خلقك من تراب) *، يعنى آدم، عليه السلام؛ لأن أول خلقه التراب، ثم قال: * (ثم من نطفة ثم سواك) *، يعنى خلقك فجعلك * (رجلا) * [آية: 37].
* (لكنا) * أقول: * (هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا) * [آية: 38] ثم قال للكافر: * (ولولا) *، يعنى هلا، * (إذ دخلت جنتك) *، يعنى بستانك * (قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله) *، يعنى فهلا قلت بمشيئة الله أعطيتها بغير حوله مني ولا قوة، ثم قال المؤمن للكافر يرد عليه، * (إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا) * [آية:
39].
* (فعسى ربي أن يؤتين خيرا) *، يعنى أفضل، * (من جنتك ويرسل عليها) *، يعنى على جنتك، * (حسبانا) *، يعنى عذابا، * (من السماء فتصبح) * جنتك، * (صعيدا) *، يعنى مستويا ليس فيه شيء، * (زلفا) * [آية: 40]، يعنى أملسا.
* (أو يصبح ماؤها غورا) *، يعنى يغور في الأرض فيذهب، * (فلن تستطيع له طلبا) * [آية: 41]، يقول: فلن تقدر على الماء، ثم افترقا، فأرسل الله عز وجل على جنته بالليل
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»