* (وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان) *، يعني يوم النصر، * (يوم التقى الجمعان) * [الأنفال: 41]، فنصر الله عز وجل المؤمنين وهزم المشركين، * (لعلكم تهتدون) * [آية:
53] من الضلالة بالتوراة، يعني بالنور.
تفسير سورة البقرة من آية [54 - 57] * (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم) * [آية:
54]، * (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون) * [آية: 55]، * (ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون) * [آية: 56].
* (وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم) *، وذلك أن موسى، عليه السلام، قالت له بنو إسرائيل وهم في التيه: كيف لنا بالأبنية، وقد نزلنا في القفر، وخرجنا من العمران من حر الشمس، فظلل الله عز وجل عليهم الغمام الأبيض يقيهم حر الشمس، ثم إنهم سألوا موسى، عليه السلام، الطعام، فأنزل الله عليهم طعام الجنة، وهو * (المن والسلوى) *، أما المن، فهو الترنجبين، فكان ينزل بالليل على شجرهم أبيض كالثلج، حلو مثل العسل، فيغدون عليه كل إنسان صاع لكل ليلة، فيغدون عليه فيأخذون ما يكفيهم ليومهم، ذلك لكل رجل صاع، ولا يرفعون منه في غد، ويأخذون يوم الجمعة ليومين؛ لأن السبت كان عندهم لا يشخصون فيه ولا يعملون، كان هذا لهم في التيه، وتنبت ثيابهم مع أولادهم، فأما الرجال، فكانت ثيابهم عليهم لا تبلى ولا تنخرق ولا تدنس.
وأما السلوى، فهو الطير، وذلك أن بني إسرائيل سألوا موسى اللحم وهم في التيه، فسأل موسى ربه عز وجل، فقال الله: لأطعمنهم أقل الطير لحما، فبعث الله سبحانه السماء، فأمطرت لهم السلوى وهي السمانا، وجمعتهم ريح الجنوب، وهي طير حمر تكون في طريق مصر، فأمطرت قدر ميل في عرض الأرض، وقدر رمح في السماء