فذلك قوله عز وجل: * (وإذ قلتم يا موسى) * في التيه * (لن نصبر على طعام واحد) *، يعني المن والسلوى، * (فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها) *، يعني الثوم، * (وعدسها وبصلها) *، فغضب موسى، عليه السلام، * (قال أتستبدلون الذي هو أدنى) *، يقول: الذي هو دون المن والسلوى من نبات الأرض * (بالذي هو خير) *، يعني المن والسلوى، فقال موسى: * (اهبطوا مصرا) * من الأمصار، * (فإن لكم ما سألتم) * من نبات الأرض، * (وضربت عليهم الذلة) *، يعني على اليهود الذلة، وهي الجزية، * (والمسكنة) *، يعني الفقر، * (وباءو بغضب من الله) *، يعني استوجبوا غضب الله عز وجل، * (ذلك) * الذل والمسكنة الذي نزل بهم * (بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله) *، يعني القرآن، * (ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) * [آية: 61] في أديانهم.
* (تفسير سورة البقرة آية [62] * (إن الذين آمنوا والذين هادوا) *، يعني اليهود، * (والنصارى والصائبين) *، وهم قوم يصلون للقبلة، يقرءون الزبور ويعبدون الملائكة، وذلك أن سلمان الفارسي كان من جند سابور، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وذكر سلمان أمر الراهب وأصحابه، وأنهم مجتهدون في دينهم يصلون ويصومون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' هم في النار '، فأنزل الله عز وجل فيمن صدق منهم بمحمد صلى الله عليه وسلم: وبما جاء به: * (إن الذين آمنوا) *، يعني صدقوا، يعني أقروا وليسوا بمنافقين، * (والذين هادوا والنصارى والصابئين) * * (من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا) *، يقول: من صدق منهم بالله عز وجل، بأنه واحد لا