بهذا المثل * (إلا الفاسقين) * [آية: 26]، يعني اليهود.
ثم أخبر فقال سبحانه: * (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) *، فنقضوا العهد الأول، ونقضوا ما أخذ عليهم في التوراة أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وأن يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكفروا بعيسى وبمحمد، عليهما السلام، وآمنوا ببعض الأنبياء وكفروا ببعض، * (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض) * يعني ويعملون فيها بالمعاصي، * (أولئك هم الخاسرون) * [آية: 27] في العقوبة، يعني اليهود، ونظيرها في الرعد: * (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) * من إيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، * (ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) * [الرعد: 25].
تفسير سورة البقرة من آية [28 - 29] * (كيف تكفرون بالله) * بأنه واحد لا شريك له، * (وكنتم أمواتا) *، يعني نطفا * (فأحياكم) *، يعني فخلقكم، وذلك قوله سبحانه: * (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) * [الروم: 19]، * (ثم يميتكم) * عند إحيائكم، * (ثم يحييكم) * من بعد الموت يوم القيامة، * (ثم إليه ترجعون) * [آية: 28]، فيجزيكم بأعمالكم، فأما اليهود، فعرفوا وسكتوا، وأما المشركون، فقالوا: أئذا كنا ترابا، من يقدر أن يبعثنا من بعد الموت؟ فأنزل الله عز وجل: * (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) * من شئ * (ثم استوى إلى السماء) فبدأ بخلقهن، وخلق الأرض * (فسواهن) *، يعني فخلقهن * (سبع سماوات) *، فهذا أعظم من خلق الإنسان، وذلك قوله سبحانه: * (لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس) * [غافر:
57]، * (وهو بكل شئ) * من الخلق * (عليم) * [آية: 29] بالبعث وغيره.
تفسير سورة البقرة آية [30] * (وإذا) *، يعني وقد * (قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) *، وذلك