ومما قطع الشك في نسبة الكتاب إلى قتادة هذه النقول الكثيرة التي نراها عند النحاس ومكي بن أبي طالب، فقد أورد النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ أقوال قتادة في آيات كثيرة كما (30) كما أورد مكي نقولا أخرى عن قتادة في كتابه الايضاح (31) وهذه الأقوال جميعا تنفق مع ما ورد في كتاب قتادة. وثمة أقوال أخرى في تفسير الطبري (32) وأسباب النزول للواحدي (33) تطابق ما جاء في كتابنا.
الا أنني في الحقيقة استبعد أن يكون قتادة قد ألف كتابا في الناسخ والمنسوخ لان تصنيف الكتب بدأ في منتصف القرن الثاني ولعل قولة الإمام أحمد بن حنبل في أبى الوليد بن جريج تسند ما ذهبت اليه، قال:
(كان من أوعية العلم، وهو وابن أبي عروبة أول من صنف الكتب) (34).
وابن جريج توفى ستة 150 ه وابن أبي عروبة توفى ستة 156 ه. وكذا قول الذهبي في ترجمة سعيد بن أبي عروبة: (وهو أول من صنف الأبواب بالبصرة) (35).
ولكن النص الذي ننشره جاء برواية همام بن يحيى الذي دون ما سمع من شيخه ثم ذكرت هذه المرويات على أنها كتب اعتمد عليها المصنفون في الموضوع.