الفصل التاسع عشر القسم في سورة التين حلف سبحانه في سورة التين، بأمور أربعة: التين، الزيتون، طور سينين، البلد الأمين، قال سبحانه: (والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين * لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون). (1) تفسير الآيات (التين والزيتون) فاكهتان معروفتان، حلف بهما سبحانه لما فيهما من فوائد جمة وخواص نافعة، فالتين فاكهة خالصة من شآئب التنغيص، وفيه أعظم عبرة لأنه عز اسمه جعلها على مقدار اللقمة، وهيأها على تلك الصورة إنعاما على عباده بها.
وقد روى أبو ذر الغفاري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنه قال: لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة، لقلت: هذه هي، لان فاكهة الجنة بلا عجم (2) فإنها تقطع البواسير، وتنفع من النقرص. (3) وأما الزيتون فإنه يعتصر منه الزيت الذي يدور في أكثر الأطعمة، وهو إدام، والتين فاكهة فيها منافع جمة.