وفي الكافي بإسناده عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال: مسجد قبا.
أقول: ورواه العياشي في تفسيره، وروى هذا المعنى أيضا في الكافي بإسناده عن معاوية بن عمار عنه عليه السلام.
وقد روى في الدر المنثور بغير واحد من الطرق عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: هو مسجدي هذا، وهو مخالف لظاهر الآية وخاصة قوله: (فيه رجال) الخ، فإن الكلام موضوع في القياس بين المسجدين: مسجد قبا ومسجد الضرار والقياس بين أهليهما ولا غرض يتعلق بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي تفسير العياشي عن الحلبي عن الصادق عليه السلام قال: سألته عن قول الله:
فيه (رجال يحبون ان يتطهروا) قال: الذين يحبون ان يتطهروا نظف الوضوء وهو الاستنجاء بالماء وقال: قال: نزلت هذه في أهل قبا.
وفي المجمع في الآية قال: يحبون ان يتطهروا بالماء عن الغائط والبول وهو المروى عن السيدين: الباقر والصادق عليهما السلام، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لأهل قبا: ما ذا تفعلون في طهركم فإن الله تعالى قد أحسن عليكم الثناء؟ قالوا:
نغسل أثر الغائط. فقال: أنزل الله فيكم: (والله يحب المطهرين).
وفيه في قراءة قوله: (إلا ان تقطع قلوبهم) وقرء يعقوب وسهل: (إلى أن) على أنه حرف الجر، وهو قراءة الحسن وقتادة والجحدري وجماعة، ورواه البرقي عن أبي عبد الله عليه السلام.
* * * إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم - 111. التائبون العابدون الحامدون