كذا يا حباب افعل كذا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الحباب اسم شيطان أنت عبد الله.
وفيه اخرج الطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس ان ابن عبد الله بن أبي قال له أبوه: اطلب لي ثوبا من ثياب النبي صلى الله عليه وسلم فكفني فيه ومره ان يصلى على قال: فأتاه فقال: يا رسول الله قد عرفت شرف عبد الله وهو يطلب إليك ثوبا من ثيابك نكفنه فيه وتصلى عليه.
فقال عمر: يا رسول الله قد عرفت عبد الله ونفاقه أتصلى عليه وقد نهاك الله ان تصلى عليه؟ فقال: وأين؟ فقال: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) قال: فإني سأزيد على سبعين فأنزل الله: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) الآية قال: فأرسل إلى عمر فأخبره بذلك، وأنزل الله: (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم).
أقول: وقد ورد استغفار النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن أبي وصلاته عليه في بعض المراسيل من روايات الشيعة أيضا اوردها العياشي والقمي في تفسيريهما، وقد تقدم خبر القمي.
وهذه الروايات على ما فيها من بعض التناقض والتدافع واشتمالها على التعارض فيما بينها يدفعها الآيات الكريمة دفعا بينا لا مرية فيه:
اما اولا فلظهور قوله تعالى: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم) سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) ظهورا بينا في أن المراد بالآية بيان لغوية الاستغفار للمنافقين دون التخيير، وان العدد جئ به لمبالغة الكثرة لا لخصوصية في السبعين بحيث ترجى المغفرة مع الزائد على السبعين.
والنبي صلى الله عليه وسلم اجل من أن يجهل هذه الدلالة فيحمل الآية على التخيير ثم يقول سأزيد على سبعين ثم يذكره غيره بمعنى الآية فيصر على جهله حتى ينهاه الله عن الصلاة وغيرها بآية أخرى ينزلها عليه.
على أن جميع هذه الآيات المتعرضة للاستغفار للمنافقين والصلاة عليهم كقوله:
(استغفر لهم أو لا تستغفر لهم) وقوله: (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم) وقوله: (ولا تصل على أحد منهم مات ابدا) تعلل النهى واللغوية بكفرهم وفسقهم، حتى قوله تعالى في النهى عن الاستغفار للمشركين: (ما كان للنبي والذين