القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٩٤
ولكن من جهة أخرى يلاحظ أن الأماني التي تدور في خلده تراود أذهان الآخرين أيضا، فيسعون في تحقيق مصالحهم كما يسعى هو في تحقيق مصالحه.
ههنا وعندما يحس بهذه الحقيقة يرضخ للتعاون الاجتماعي فيتنازل عن بعض منافع جهده لرفع ما يحتاج اليه بنو نوعه كما أنه يستفيد من جهة أخرى من جهد غيره لمصالحه الخاصة. وفي الحقيقة يدخل في سوق الأخذ والعطاء الاجتماعي القائم في كل الاعصار والأدوار ليأخذ منه ما يحتاج اليه في مسيرته الحياتية..
ان ما ينتج من الجهد الاجتماعي والعمل المشترك كأنه يختلط بعضه ببعض، فيأخذ كل واحد من افراد المجتمع حسب وزنه الاجتماعي، أي بمقدار قيمة العمل الذي يقوم به له حصة من تلك النتيجة يصرفها فيما يحتاج اليه من الحاجيات المعاشية.
* * * يتضح مما سبق أن الانسان بمقتضى طبيعته في طلب مصالحه الشخصية، يستخدم الآخرين لاستثمارهم فيما يعود اليه بالنفع، ولا يرضخ للتعاون الاجتماعي الا إذا اضطر اليه اضطرارا.
ان هذه حقيقة تتجلى واضحة في دراسة حياة الأطفال فان الطفل يريد الحصول على ما يشتهيه جزافا وبدون قبول
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»