القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٨٣
المذكور لا موجب لهذه التسمية بتاتا. يقول تعالى: ﴿قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله﴾ (١).
نزلت هذه الآية في الذين سألوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عمن يأتيه بالوحي، فأجابهم أنه جبرائيل الملك قالوا: ذاك عدونا من الملائكة ولو كان ميكائيل لاتبعناك (٢).
يرد الله تعالى في هذه الآية على اليهود، ويؤكد بأن جبرائيل انما جاء بالوحي باذن منه عز شأنه، فيثبت بأن القرآن من كلام الله تعالى وليس من كلام جبرائيل.
وواضح بأن اليهود كانوا أعداءا لملك سماوي كان يأتي بالوحي من السماء، وكان ذلك الملك غير موسى بن عمران ومحمد بن عبد الله صلى الله عليهما، كما لم يكن روحيهما الطاهرتين.
والقرآن نفسه الذي صرح في الآية المذكورة أن وسيط الوحي هو جبرائيل، صرح في آية أخرى انه الروح الأمين فقال: ﴿نزل به الروح الأمين على قلبك﴾ (3).
ويقول تعالى في موضع آخر بصدد التعريف بوسيط الوحي: (انه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش

(١) سورة البقرة: ٩٧.
(٢) الدر المنثور ١ / ٩٠، ونور الثقلين ١ / ٨٧ ٨٩، وغيرهما.
(٣) سورة الشعراء: ١٩٤.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»