القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٣٢
معه دائما حتى يشاهد كيفية نزول كل السور والآيات، فلو لم يكن اجتهد في هذا التريب فلا بد أنه نقله من انسان آخر لم نعلم شخصه، فهذا نقل تاريخي لم يذكر فيه المصدر فليس له قيمة في سوق التحقيق.
وعلى فرض صحة هذه الأحاديث واستقامتها فهي من قبيل الخبر الواحد، وقد ثبت في أصول الفقه ان الخبر الواحد غير حجة في ما عدا الفقه.
فإذا الطريقة الوحيدة لمعرفة المكي والمدني هو التدبر في الآيات والنظر في مدى موافقتها لما جرى قبل الهجرة أو بعدها هذه الطريقة مفيدة إلى حد ما للتمييز بين المكي والمدني، فان مضامين سورة الانسان والعاديات والمطففين تشهد بأنها مدنية بالرغم من أنها ذكرت في بعض الأحاديث على انها مكية.
جمع القرآن في مصحف:
(أ) القرآن قبل الرحلة:
كان القرآن الكريم ينزل آية آية وسورة سورة، ولما كان يتمتع بالفصاحة الخارقة والبلاغة الفائقة كان ينتشر بسرعة هائلة وكان العرب عشاق الفصاحة والبلاغة ينجذبون اليه فيأتون من بلاد بعيدة لاستماع بعض آياته من شفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وعظماء مكة وأهل النفوذ من قريش كانوا عباد الأوثان
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»