التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٤٦١
وإن كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا أن يكون له ثلاث ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيما صنع الله عز وجل إليه، وساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال (1)، فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات، واستجمام (2) للقلوب، وتوديع (3) لها، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، فإن من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه، وعلى العاقل أن يكون طالبا لثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو تلذذ في غير محرم، قال: قلت يا رسول الله فما كانت صحف موسى؟
قال: كانت عبرا كلها، وفيها: عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ ولمن أيقن بالنار كيف يضحك؟ ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها؟ ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصب (4)؟ ولمن أيقن بالحساب لم لا يعمل؟ قال: قلت: فهل في أيدينا مما أنزل الله عليك شئ مما كان في صحف إبراهيم وموسى (عليهما السلام)؟ قال: يا أبا ذر إقرأ " قد أفلح من تزكى " إلى آخر السورة (5).
وفي الكافي: عن الصادق (عليه السلام) إن الله عز وجل لم يعط الأنبياء شيئا إلا وقد أعطاه محمدا (صلى الله عليه وآله)، قال: وقد أعطى محمدا (صلى الله عليه وآله) جميع ما أعطى الأنبياء، وعندنا الصحف التي قال الله عز وجل: " صحف إبراهيم وموسى " قيل: هي الألواح؟ قال: نعم (6).
في ثواب الأعمال (7)، والمجمع: عن الصادق (عليه السلام) من قرأ " سبح اسم ربك الأعلى " في فريضة أو نافلة قيل له يوم القيامة: ادخل الجنة من أي أبواب الجنة شئت إن شاء الله (8).

١ - وساعة يخلو عطف على ثلاث ساعات، يعني ثلاث ساعات وساعة أخرى. منه (قدس سره).
أقول: لا وجه لهذا التوجيه أبدا، لأن في المصدر: " أن يكون له ساعات ".
٢ - الجمام - بالفتح -: الراحة. مجمع البحرين: ج ٦، ص ٣٠، مادة " جمم ".
٣ - هكذا في الأصل، وفي المصدر: " وتوزيع لها "، وفي معاني الأخبار: " وتفريغ لها "، انظر ص ٣٣٤.
٤ - النصب: التعب. مجمع البحرين: ج ٢، ص ١٧١، مادة " نصب ".
أقول: ورد في بعض نسخ معاني الأخبار المخطوطة: " ولمن يؤمن بالقدر كيف يغضب "، وهذا هو الصحيح.
٥ - الخصال: ص ٥٢٤ - ٥٢٥، ح ١٣، باب ٢٠ - الخصال التي سأل عنها أبو ذر (رحمه الله) رسول الله (صلى الله عليه وآله).
٦ - الكافي: ج ١، ص ٢٢٥، ح ٥، باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم.
٧ - ثواب الأعمال: ص 122، ح 1، باب ثواب قراءة سورة الأعلى.
8 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 473، في فضلها.
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 455 457 458 459 460 461 462 463 465 466 467 ... » »»