وإن عليكم لحافظين 10 كراما كتبين 11 يعلمون ما تفعلون 12 * (وإن عليكم لحافظين) *: قال: الملكان الموكلان بالإنسان (1).
* (كراما كتبين) *: يعلمون ما تفعلون، يبادرون بكتابة الحسنات لكم، ويتوانون بكتابة السيئات عليكم لعلكم تتوبون وتستغفرون.
في الكافي: عن الكاظم (عليه السلام) قال: إن العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح، فقال صاحب اليمين لصاحب الشمال: قف فإنه قد هم بالحسنة، فإذا هو عملها كان لسانه قلمه، وريقه مداده فأثبتها له، وإذا هم بالسيئة، خرج نفسه منتن الريح، فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين: قف فإنه قد هم بالسيئة، فإذا هو فعلها كان ريقه مداده، ولسانه قلمه (2) فأثبتها عليه (3).
قيل: إنما سموا كراما لأنهم إذا كتبوا حسنة يصعدون به إلى السماء، ويعرضون على الله تعالى ويشهدون على ذلك فيقولون: إن عبدك فلان عمل حسنة كذا وكذا، وإذا كتبوا من العبد سيئة يصعدون به إلى السماء مع الغم والحزن، فيقول الله تعالى: ما فعل عبدي؟ فيسكتون حتى يسأل الله ثانيا وثالثا، فيقولون: إلهي أنت ستار وأمرت عبادك أن يستروا عيوبهم استر عيوبهم، وأنت علام الغيوب، ولهذا يسمون كراما كاتبين (4).
* (يعلمون ما تفعلون) *: في الإحتجاج: عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل ما علة الملكين الموكلين بعباده يكتبون ما عليهم ولهم، والله عالم السر وما هو أخفى؟ قال: استعبدهم بذلك، وجعلهم شهودا على خلقه ليكون العباد لملازمتهم إياهم أشد على طاعة الله مواظبة، وعن