التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٤١٩
وإن عليكم لحافظين 10 كراما كتبين 11 يعلمون ما تفعلون 12 * (وإن عليكم لحافظين) *: قال: الملكان الموكلان بالإنسان (1).
* (كراما كتبين) *: يعلمون ما تفعلون، يبادرون بكتابة الحسنات لكم، ويتوانون بكتابة السيئات عليكم لعلكم تتوبون وتستغفرون.
في الكافي: عن الكاظم (عليه السلام) قال: إن العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح، فقال صاحب اليمين لصاحب الشمال: قف فإنه قد هم بالحسنة، فإذا هو عملها كان لسانه قلمه، وريقه مداده فأثبتها له، وإذا هم بالسيئة، خرج نفسه منتن الريح، فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين: قف فإنه قد هم بالسيئة، فإذا هو فعلها كان ريقه مداده، ولسانه قلمه (2) فأثبتها عليه (3).
قيل: إنما سموا كراما لأنهم إذا كتبوا حسنة يصعدون به إلى السماء، ويعرضون على الله تعالى ويشهدون على ذلك فيقولون: إن عبدك فلان عمل حسنة كذا وكذا، وإذا كتبوا من العبد سيئة يصعدون به إلى السماء مع الغم والحزن، فيقول الله تعالى: ما فعل عبدي؟ فيسكتون حتى يسأل الله ثانيا وثالثا، فيقولون: إلهي أنت ستار وأمرت عبادك أن يستروا عيوبهم استر عيوبهم، وأنت علام الغيوب، ولهذا يسمون كراما كاتبين (4).
* (يعلمون ما تفعلون) *: في الإحتجاج: عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل ما علة الملكين الموكلين بعباده يكتبون ما عليهم ولهم، والله عالم السر وما هو أخفى؟ قال: استعبدهم بذلك، وجعلهم شهودا على خلقه ليكون العباد لملازمتهم إياهم أشد على طاعة الله مواظبة، وعن

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٤٠٩، س ١٨.
٢ - أقول: قال الماتن (قدس سره) ذيل هذا الحديث في كتابه الوافي: ج ٥، ص ١٠٢٢، ح ٣٥١٦ / ٣: إنما جعل الريق واللسان آلة لإثبات الحسنة والسيئة، لأن بناء الأعمال إنما هو على ما عقد في القلب من التكلم بها، وإليه الإشارة بقوله سبحانه: " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصلح يرفعه " فاطر: ١٠، وهذا الريق واللسان الظاهر صورة لذلك المعنى كما قيل: إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا ٣ - الكافي: ج ٢، ص 429، ح 3، باب من يهم بالحسنة أو السيئة. 4 - رياض السالكين: ج 2، ص 241 بتفاوت.
(٤١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 417 418 419 420 421 423 424 425 ... » »»