فتول عنهم فما أنت بملوم 54 وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين 55 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون 56 * (بل هم قوم طاغون) *: إضراب عن أن التواصي جامعهم لتباعد أيامهم إلى أن الجامع لهم على هذا القول مشاركتهم في الطغيان الحامل عليه.
* (فتول عنهم) *: فأعرض عن مجادلتهم بعد ما كررت عليهم الدعوة فأبوا إلا الإصرار والعناد.
* (فما أنت بملوم) *: على الإعراض بعدما بذلت جهدك في البلاغ.
* (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) *: فإنها تزداد بصيرة.
في الكافي: عن الباقر والصادق (عليهما السلام) أنهما قالا: إن الناس لما كذبوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هم الله تبارك وتعالى بإهلاك أهل الأرض إلا عليا فما سواه بقوله: " فتول عنهم فما أنت بملوم "، ثم بدا له فرحم المؤمنين، ثم قال لنبيه (صلى الله عليه وآله): " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " (1).
والقمي مثله (2).
وفي العيون: عن الرضا (عليه السلام) أراد هلاكهم، ثم بدا لله فقال: " وذكر " الآية (3).
وفي المجمع: عن علي (عليه السلام) لما نزلت: " فتول عنهم " لم يبق أحد منا إلا أيقن بالهلكة، فلما نزل: " وذكر " الآية طابت أنفسنا (4).
* (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) *: في العلل: عن الصادق (عليه السلام) قال:
خرج الحسين بن علي (عليهما السلام) على أصحابه فقال: أيها الناس إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه، وإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه، فقال له رجل:
يا بن رسول الله بأبي أنت وأمي فما معرفة الله؟ قال: معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي تجب