(40) وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك وكيف ما دارت الحال أريناك بعض ما وعدناهم أو توفيناك قبله فإنما عليك البلاغ لا غير وعلينا الحساب للمجازاة لا عليك فلا تحتفل بإعراضهم (1) ولا تستعجل بعذابهم فاعلون له وهذا طلائعه (2).
(41) أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها بذهاب أهلها في الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام يعني بذلك ما يهلك من القرون فسماه اتيانا.
وفي الفقيه عن الصادق عليه السلام إنه سئل عن هذه الآية فقال فقد العلماء.
والقمي قال موت علمائها وفي الكافي عن الباقر عليه السلام كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول إنه يسخى نفسي في سرعة الموت والقتل فينا قول الله تعالى أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها وهو ذهاب العلماء.
أقول: وعلى هذا التفسير يكون الأطراف جمع طرف (3) أو طرف بالتسكين بمعنى العلماء والأشراف كما ذكره في الغريبين والله يحكم لا معقب لحكمه لا راد له والمعقب الذي يعقب الشئ فيبطله وهو سريع الحساب فيحاسبهم عما قليل.
(42) وقد مكر الذين من قبلهم بأنبيائهم والمؤمنين منهم فلله المكر جميعا إذ لا يؤبه بمكر دون مكره فإنه القادر على ما هو المقصود منه دون غيره.
القمي قال المكر من الله هو العذاب يعلم ما تكسب كل نفس فيعد جزاؤه فيأتيه من حيث لا يشعر وسيعلم الكفار وقرئ الكافر لمن عقبى الدار من الحزبين يعني العاقبة الممدوحة وهذا كالتفسير لمكر الله بهم.
(43) ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفي بالله شهيدا بيني