التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ١٣
(22) ولما بلغ أشده منتهى اشتداد جسمه وقوته آتيناه حكما حكمة وعلما وكذلك نجزى المحسنين تنبيه على أنه تعالى إنما أتاه ذلك جزاء على إحسانه في عمله واتقائه في عنفوان أمره.
(23) وراودته التي هو في بيتها عن نفسه طلبت منه وتمحلت أن يواقعها من راد يرود إذا جاء وذهب لطلب شئ وغلقت الأبواب وقالت هيت لك أي أقبل وبادر وقرئ بالضم وبالفتح وكسر الهاء.
وفي المجمع عن علي عليه السلام بالهمزة وضم التاء بمعنى تهيأت لك قال معاذ الله أعوذ بالله معاذا إنه ربى أحسن مثواي سيدي قطفير أحسن تعهدي فليس جزاؤه أن أخونه في أهله أو إن الله خالقي وأحسن منزلتي بأن عطف علي قلبه فلا أعصيه إنه لا يفلح الظالمون (24) ولقد همت به قصدت مخالطته وهم بها لولا أن رأى برهان ربه معناه لولا أن رأى برهان ربه لهم بها فحذف جواب لولا لدلالة المذكور سابقا عليه هذا عند من لم يجوز تقدم الجزاء على الشرط ومن جوزه فلا حاجة له إلى هذا التقدير في المجمع عن الصادق عليه السلام البرهان النبوة المانعة من ارتكاب الفواحش والحكمة الصارفة عن القبايح كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين الذين أخلصهم الله لطاعته وقرئ بكسر اللام أي الذين أخلصوا دينهم لله.
في العيون عن الرضا عليه السلام وقد سأله المأمون عن عصمة الأنبياء لقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها كما همت به لكنه كان معصوما والمعصوم لا يهم بذنب ولا يأتيه.
وقال ولقد حدثني أبي عن الصادق عليه السلام إنه قال همت بأن تفعل وهم بأن لا يفعل وفي رواية أنها همت بالمعصية وهم يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ما تداخله
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست