التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٤٢
الذين ظلموا أنفسهم والمؤمنين بمولاة الكفار.
(52) فترى الذين في قلوبهم مرض كابن أبي وأضرابه يسارعون فيهم موالاتهم ومعاونتهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة يعتذرون بأنهم يخافون أن تصيبهم دائرة من الدواير بأن ينقلب الأمر ويكون الدولة للكفار، روي أن عبادة بن الصامت قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن لي موالي من اليهود كثيرا عددهم وإني أبرء إلى الله وإلى رسوله من ولايتهم وأوالي الله ورسوله فقال ابن أبي إني رجل أخاف الدواير لا أبرئ من ولاية موالي فنزلت فعسى الله أن يأتي بالفتح لرسوله أو أمر من عنده فيه إعزاز المؤمنين وإذلال المشركين وظهور الإسلام فيصبحوا أي هؤلاء المنافقين على ما أسروا في أنفسهم من النفاق والشك في أمر الرسول نادمين.
العياشي عن الصادق (عليه السلام) في تأويل هذه الآية اذن (1) في هلاك بني أمية بعد احراق زيد سبعة أيام.
(53) ويقول الذين آمنوا بعضهم لبعض أو لليهود وقرء بدون واو العطف وبالنصب عطفا على يأتي أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم تعجبا من حال المنافقين وتبجحا (2) بما من الله عليهم من الإخلاص وجهد الأيمان أغلظها حبطت أعملهم فأصبحوا خاسرين إما من جهة المقول أو من قول الله شهادة لهم.
وفيه معنى التعجب كأنه قيل ما أحبط أعمالهم ما أخسرهم.
(54) يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه وقرء يرتدد بدالين جوابه محذوف يعني فلن يضر دين الله شيئا فإن الله لا يخلي دينه من أنصار يحمونه.
القمي قال هو مخاطبة لأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذين غصبوا آل محمد صلوات الله عليهم حقهم وارتدوا عن دين الله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه يحبهم الله ويحبون الله وقد سبق معنى المحبة من الله ومن العباد أذلة على

(1) أي كما اذن الله في هلاكهم إنما ذكر بمناسبة قوله فعسى الله أن يأتي بالفتح م أو أمر من عنده.
(2) البجح محركة الفرح.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست