التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٤٠
مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين إنما خصهم بالذكر مع عموم الموعظة لأنهم اختصوا بالانتفاع به.
(47) وليحكم وقرء بكسر اللام وفتح الميم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون (1).
(48) وأنزلنا إليك الكتاب بالحق أي القرآن مصدقا لما بين يديه من الكتاب من جنس الكتب المنزلة ومهيمنا عليه ورقيبا على سائر الكتب يحفظه عن التغير ويشهد له بالصحة والثبات فاحكم بينهم بما أنزل الله أي انزل إليك ولا تتبع أهوائهم عما جاءك من الحق بالانحراف عنه إلى ما يشتهونه لكل جعلنا منكم أيها الناس شرعة شريعة وهي الطريق إلى الماء شبه بها الدين لأنه طريق إلى ما هو سبب الحياة الأبدية ومنهاجا وطريقا واضحا من نهج الأمر إذا أوضح، وفي الكافي عن الباقر (عليه السلام) في حديث فلما استجاب لكل نبي من استجاب له من قومه من المؤمنين جعلنا لكل منهم شرعة ومنهاجا والشرعة والمنهاج سبيل وسنة قال وأمر كل نبي بالاخذ بالسبيل والسنة وكان من السبيل والسنة التي أمر الله بها موسى (عليه السلام) أن جعل عليهم السبت ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة جماعة متفقة على دين واحد ولكن ليبلوكم فيما آتيكم من الشرائع المختلفة المناسبة لكل عصر وقرن هل تعلمون بها مصدقين بوجود الحكمة في اختلافها فاستبقوا الخيرات فابتدروها انتهازا (2) للفرصة وحيازة لقصب السبق والتقدم إلى الله مرجعكم جميعا وعد ووعيد للمبادرين والمقصرين فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون بالجزاء الفاصل بين المحق والمبطل والمبادر والمقصر.
(49) وأن أحكم بينهم بما أنزل الله قيل عطف على الكتاب أي أنزلنا إليك الكتاب والحكم أو على الحق أي أنزلناه بالحق وبأن أحكم ويجوز الاستيناف بتقدير وأمرنا أن احكم.

(1) قيل أن الأول في الجاحد والثاني والثالث في المقر التارك.
(2) النهزة بالضم الفرصة وانتهزتها ونهز نهزا من باب نفع نهض لتناول شئ وانتهز الفرصة بادر وقتها.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست