وفي تفسير الإمام (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
أكيس الكيسين من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت وإن أحمق الحمقاء من اتبع نفسه هواه وتمنى على الله تعالى الأماني، وفي حديث آخر: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا.
أقول: وفيهما دلالة على أن لكل انسان أن يفرغ من حسابه ووزن عمله في دار الدنيا بحيث لا يحتاج إليهما في الآخرة وهو كذلك عند اولي الألباب.
(4) إياك نعبد في تفسير الإمام (عليه السلام) قال الله تعالى: قولوا يا أيها الخلق المنعم عليهم إياك نعبد أيها المنعم علينا نطيعك مخلصين موحدين مع الذلل والخضوع بلا رياء ولا سمعة.
وفي رواية عامية عن الصادق (عليه السلام): يعني لا نريد منك غيرك لا نعبدك بالعوض والبدل كما يعبدك الجاهلون بك المغيبون عنك.
أقول: إنما انتقل العبد من الغيبة إلى الخطاب لأنه كان بتمجيده (لتمجيده خ ل) لله سبحانه وتعالى يتقرب إليه متدرجا إلى أن يبلغ في القرب مقاما كأن العلم صار له عيانا والخبر شهودا والغيبة حضورا.
وإياك نستعين (1): على طاعتك وعبادتك وعلى دفع شرور أعدائك ورد مكائدهم والمقام على ما أمرت، كذا في تفسير الإمام (عليه السلام). قيل:
المستتر في نعبد ونستعين للقاري ومن معه من الحفظة وحاضري صلاة الجماعة أوله ولسائر الموحدين أدرج عبادته في تضاعيف عبادتهم وخلط حاجته بحاجتهم لعلها تقبل ببركتها وتجاب إليها ولهذا شرعت الجماعة وقدم إياك للتعظيم له والاهتمام به وللدلالة على الحصر.
(5) إهدنا الصراط المستقيم: في المعاني وتفسير الامام عن الصادق (عليه