وما لا يحتاج إلى مزيد كشف وبيان إما لوضوحه وإحكام معناه أو لما عرف مما سلف قريبا من تفسير ما يجري مجراه طوينا تفسيره أو أحلنا على ما أسلفناه، وقلما نتعرض لانحاء النحو وصروف الصرف وشقوق الاشتقاق واختلاف القراءة فيما لا يختلف به أصل المعنى لأن نظر أولى الألباب إلى المعاني أكثر منه إلى المباني.
وربما يحوجنا تمام الكشف من المقصود إلى ذكر شئ من الأسرار فمن لم يكن من أهله فلا يبادر بالإنكار وليتركه لأهله فان لكل أهلا وذاك أيضا من مخزون علمهم الذي استفدناه من عباراتهم ومكنون سرهم الذي استنبطناه من إشاراتهم باخلاص الولاء والحب وبمصاص المخ واللب ولله الحمد وما نقلناه من كتب الأصحاب نسبناه إليها باقتصار في أسمائها كالاكتفاء بالمضاف عما أضيف إليه كالمجمع والجوامع للشيخ أبي علي الطبرسي، وكالتوحيد والعيون والعلل والاكمال والمعاني والمجالس والاعتقادات من (تصانيف خ ل) الصدوق أبي جعفر بن بابويه رحمه الله وكالمناقب لمحمد بن شهرآشوب المازندراني، وكالتهذيب والغيبة والأمالي للشيخ أبي جعفر الطوسي أطاب الله ثراهم، وكنينا عن كتاب من لا يحضره الفقيه بالفقيه واكتفينا عن ذكر تفسيري علي بن إبراهيم القمي ومحمد بن مسعود العياشي واسميهما بالقمي والعياشي، وعبرنا عن تفسير الإمام أبي محمد العسكري (عليه السلام) بتفسير الإمام واقتصرنا في التعبير عن المعصوم على ذكر لقبه تعظيما بعدم التسمية وحذرا عن الاشتباه بذكر الكنى لاشتراك بعضها وطلبا للاختصار وكلما أضمرنا عن المعصوم بقولنا عنه (عليه السلام) فمرجع الضمير الإمام الذي سبق ذكره وكلما لم نسم الكتاب فالمروي عنه (منه خ ل) الكتاب الذي مضى اسمه أو اسم مصنفه إلا ما صدر بروي والقمي قد يسند إلى المعصوم (عليه السلام) وقد لا يسند وربما يقول: قال والظاهر أنه أراد به الصادق (عليه السلام) فان (كما أن خ ل) الشيخ أبا علي الطبرسي قد يروي عنه ما أضمره ويسنده إلى الصادق (عليه السلام) ونحن نروي ما أضمره على إضماره وحذفنا الأسانيد في الكل لقلة جدوى المعرفة بها في هذا العصر البعيد العهد عنها مع الاختلاف فيها والاشتباه على أنا إنما نصحح الأخبار بنحو آخر غير الأسانيد إلا قليلا ونستعين في ذلك كله بالله وحده ولا نتخذ إلى غيره