الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٤ - الصفحة ١١٧
القول في سورة الطلاق (بسم الله الرحمن الرحيم) قوله تعالى (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن) قال فيه (خص النبي صلى الله عليه وسلم بالنداء وعم بالخطاب الخ) قال أحمد: وعلى هذا الفرق جرى قوله تعالى حكاية عن فرعون - قال فمن ربكما يا موسى - فأفرد موسى عليه السلام بالنداء لأنه كان أجل الاثنين عليهما السلام وعمهما بالخطاب وقد تقدم فيه وجه آخر.
عاد كلامه، قال (ومعنى فطلقوهن مستقبلات لعدتهن الخ) قال أحمد: حمل القراءتين المستفيضة والشاذة على أن وقت الطلاق هو الوقت الذي تكون العدة مستقبلة بالنسبة إليه، وادعى أن ذلك معنى المستقبل فيها ونظر اللام فيها باللام في قولك مؤرخا الليلة لليلة بقيت من المحرم، وإنما يعنى أن العدة بالحيض كل ذلك تحامل لمذهب أبي حنيفة في أن الأقراء الحيض، ولا يتم له ذلك فقد استدل أصحابنا بالقراءة المستفيضة وأكدوا الدلالة بالشاذة على أن الأقراء الأطهار، ووجه الاستدلال على ذلك أن الله تعالى جعل العدة وإن كانت في الأصل مصدرا ظرفا للطلاق المأمور به، وكثيرا ما تستعمل العرب المصادر ظرفا مثل خفوق النجم ومقدم الحاج، وإذا كانت العدة ظرفا للطلاق المأمور به وزمانه هو الطهر وفاقا فالطهر عدة إذا، ونظير اللام هنا على التحقيق اللام في قوله
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 112 113 114 117 118 119 120 121 122 ... » »»