على خلاف الظاهر. قلنا: والمسألة قطعية فيكفي الاحتمال، وأيضا فقسيمه لابد فيه من تخصيص فإنه تعالى لم يظهر جميع خلقه على الأدلة الموصلة إلى معرفته، بل أخفاها عن كثير منهم وحرمهم الفوز بالإيمان به عز وجل، فالظاهر إذا معناه في التخصيص كالثاني طبقا بينه وبين الأول.
قوله تعالى (والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين) قال فيه (أخذ الميثاق عبارة عن تركيب العقول فيهم الخ) قال أحمد: وما عليه أن يحمل أخذ الميثاق على ما بينه الله في آية غير هذه إذ يقول تعالى - وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟؟؟ قالوا بلى - ولقد يريبني منه إنكاره لكثير من مثل هذه الظواهر والعدول بها عن حقائقها مع إمكانها عقلا ووقوعها بالسمع قطعا إلى ما يتوهمه من تمثيل يسميه تخييلا فالقاعدة التي تعتمد عليها كي لا يضرك ما يومئ إليه أن ما كل ما جوزه العقل وورد بوقوعه السمع وجب حمله على ظاهره، والله الموفق.