الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٢٣٨
قوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم) إلى قوله (شيئا) قال (إن قلت: لم أكد الجملة الثانية دون الأولى.
قلت: لان أكثر المسلمين كان آبائهم قد ماتوا على الكفر، فلما كان إغناء الكافر عن المسلم بعيد لم يحتج تأكيدا.
ولما كان إغناء المسلم عن الكافر قد يقع في الأوهام أكد نفيه) قال أحمد: وهذا الجواب تتوقف صحته على أن هذا الخطاب كان خاصا بالموجودين حينئذ، والصحيح أنه عام لهم ولكل من ينطلق عليه اسم الناس، فالجواب المعتبر والله أعلم أن الله تعالى لما أكد الوصية على الاباء وقرن شكرهم بوجوب شكره عز وجل وأوجب على الولد أن يكفي والده ما يسوءه بحسب نهاية إمكانه، قطع ههنا وهم الوالد في أن يكون الولد في القيامة يجزيه بحقه عليه ويكفيه ما يلقاه من أهوال القيامة، كما أوجب الله عليه في الدنيا ذلك في حقه، فلما كان إجزاء الولد عن الوالد مظنون الوقوع لان الله حضه عليه في الدنيا، كان جديرا بتأكيد النفي لإزالة هذا الوهم ولا كذلك العكس، فهذا جواب كاف شاف للعليل إن شاء الله تعالى.
(٢٣٨)
مفاتيح البحث: الوصية (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 235 236 238 239 240 243 244 245 ... » »»