الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٥١٩
هذه * كالمستغيث من الرمضاء بالنار * والله ولى التوفيق. ومعنى تفريق الله تعالى بين النشأتين أن الجاحد متهافت، لأنه اعترف بالأولى وهى أصعب بالنسبة إلى قياس العقل، وأنكر الثانية وهى أسهل وأهون لأن ذلك راجع إلى قدرته تعالى، فإن الكل لدى قدرة الله تعالى هين على سواء. عاد كلامه، قال (والإنسان يحتمل أن يراد به العموم الخ) قال أحمد: التبست عليه إرادة العموم بتناول العموم وبينهما بون، ومن ثم خلت عبارته هذه عن التحرز والصون، فصرح بأن الله تعالى أراد بالإنسان العموم، ومعنى إرادة العموم أن يريد الله تعالى نسبة كلمة الشك والكفر إلى كل فرد من أفراد الإنسان ومعاذ الله، وقد صرح الزمخشري بأن الناطق بكلمة الشك بعض الجنس، ففي العبارة خلل كما ترى، والعبارة الصحيحة أن يقال: يحتمل أن يكون التعريف جنسيا فيكون عهديا فيكون اللفظ من أول وهلة خاصا، والله أعلم.
(٥١٩)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 504 512 515 517 518 519 520 524 525 526 528 ... » »»