الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٢٦٣
قوله تعالى (يضاعف لهم العذاب ما كان يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون) قال (أراد أنهم لفرط تصامهم عن استماع الحق وكراهتهم له كأنهم الخ) قال أحمد: أهل الحق وإن نفوا تأثير استطاعة العبد وخلصوا الخلق لقدرة الخالق عز وجل فلا ينفون استطاعة العبد نفسها ولا ما يجده من نفسه من الفرق حالة الحركات القسرية والاختيارية، وإنما الذي ينفى الاستطاعة جملة هم المجبرة حقيقة لا أهل السنة والحق مع الزمخشري في هذا الموضع إلا في غفلته حيث يقول: فيوعوع بها على أهل العدل يعنى الآية المذكورة، وهذه سقطة عظيمة، وهب أن المجبر غلط في الاستدلال بالآية على معتقدة فكيف يستجيز أن يطلق على إيراده الآية وعوعة وإنما تلا كتاب الله تعالى غير أن خطأه في تصحيح معتقده الباطل به، وما الزمخشري إلا يتسامح كثيرا فيما يجب من الآداب للكتاب العزيز، وإنما يليق التسامح إذا كان يفسر شعر امرئ القيس أو الحرث بن حلزة، وأما أدب القرآن فيضيق عن أسهل من ذلك، والله الموفق.
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 257 259 263 264 265 266 267 270 ... » »»