الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٢١٢
قلت: قد جعل كل واحد منهما مخلوطا فما المخلوط به الخ؟) قال أحمد: والتحقيق في هذا أنك إذا قلت خلطت الماء باللبن فالمصرح به في هذا الكلام أن الماء المخلوط واللبن مخلوط به، والمدلول عليه لزوما لا تصريحا كون الماء مخلوطا به اللبن مخلوطا، وإذا قلت: خلطت الماء واللبن فالمصرح به جعل كل واحد منهما مخلوطا، وأما ما خلط به كل واحد منهما فغير مصرح به، بل من اللازم أن كل واحد منهما مخلوط به يحتمل أن يكون قرينة أو غيره، فقول الزمخشري إن قولك خلطت الماء واللبن يفيد ما يفيد مع الباء وزيادة ليس كذلك، فالظاهر في الآية والله أعلم أن العدول عن الباء إنما كان لتضمين الخلط معنى العمل كأنه قيل: عملوا عملا صالحا وآخر سيئا، ثم انضاف إلى العمل معنى الخلط فعبر عنهما معا به، والله أعلم.
(٢١٢)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 209 210 211 212 217 221 222 223 224 ... » »»