الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ١٥٨
قوله تعالى (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى) الآية، قال (إن قلت:
ما معنى ذكرا لله وعطف الرسول وغيره عليه الخ؟) قال أحمد: لأن مالكا رضي الله عنه لا يرى ذكر الوجوه المذكورة لبيان أنه لا يصرف فيما سواها، وليس لأن يتملكاها، ولا على التحديد حتى لا يجوز الاقتصار على بعض الوجوه دون بعض، بل الأمر عنده موكول إلى نظر الإمام، فيصرف الخمس في مصالح المسلمين، ومن جملتها قرابته عليه الصلاة والسلام، ولا تحديد عنده في ذلك البتة، وهذا التأويل الثالث ينطبق على مذهبه وبيان ذلك أن المراد حينئذ بذكر الله تعالى بيان أن الخمس يصرف في وجوه التقربات لله تعالى غير مقيدة ثم تخصيص الوجوه المذكورة بعد ليس تحديدا ولكن تنبيها على فضلها والتخصيص لقصد التفصيل بعد التعميم لا يرفع حكم العموم الأول بل هو قار على حاله، كما أن العموم ثابت للملائكة وإن خص جبريل وميكال بعده والله تعالى أعلم.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 149 150 151 152 158 159 160 161 162 163 ... » »»