إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ٢٠٧
(وما ذبح) مثل " وما أكل السبع " (على النصب) فيه وجهان: أحدهما هو متعلق بذبح تعلق المفعول بالفعل: أي ذبح على الحجارة التي تسمى نصبا، أي ذبحت في ذلك الموضع. والثاني أن النصب الأصنام، فعلى هذا في " على " وجهان: أحدهما هي بمعنى اللام: أي لأجل الأصنام، فتكون مفعولا له، والثاني أنها على أصلها وموضعه حال: أي وما ذبح مسمى على الأصنام، وقيل نصب بضمتين، ونصب بضم النون وإسكان الصاد، ونصب بفتح النون وإسكان الصاد، وهو مصدر بمعنى المفعول، وقيل يجوز فتح النون والصاد أيضا، وهو اسم بمعنى المنصوب كالقبض والنقض بمعنى المقبوض والمنقوض (وأن تستقسموا) في موضع رفع عطفا على الميتة، و (الأزلام) جمع زلم: وهو القدح الذي كانوا يضربون به على أيسار الجزور (ذلكم فسق) مبتدأ وخبر، ولكم إشارة إلى جميع المحرمات في الآية، ويجوز أن يرجع إلى الاستقسام (اليوم) ظرف ل‍ (يئس) و (اليوم) الثاني ظرف ل‍ (أكملت) و (عليكم) يتعلق بأتممت ولا يتعلق ب‍ (نعمتي) فإن شئت جعلته على التبيين: أي أتممت أعنى عليكم، و (رضيت) يتعدى إلى مفعول واحد، وهو هنا (الإسلام) و (دينا) حال، وقيل يتعدى إلى مفعولين لأن معنى رضيت هنا جعلت وصيرت. ولكم يتعلق برضيت وهي للتخصيص، ويجوز أن يكون حالا من الإسلام: أي رضيت الإسلام لكم (فمن اضطر) شرط في موضع رفع بالابتداء، و (غير) حال، والجمهور على (متجانف) بالألف والتخفيف، وقرئ " متجنف " بالتشديد من غير ألف يقال تجانف وتجنف (لإثم) متعلق بمتجانف، وقيل اللام بمعنى إلى، أي ماثل إلى إثم (فإن الله غفور رحيم) أي له، فحذف العائد على المبتدأ.
قوله تعالى (ماذا أحل لهم) قد ذكر في البقرة (وما علمتم) " ما " بمعنى الذي، والتقدير: صيد ما علمتم، أو تعليم ما علمتم، و (من الجوارح) حال من الهاء المحذوفة أو من " ما " والجوارح جمع جارحة، والهاء فيها للمبالغة وهي صفة غالبة، إذا لا يكاد يذكر معها الموصوف (مكلبين) يقرأ بالتشديد والتخفيف، يقال:
كلبت الكلب وأكلبته فكلب: أي أغريته على الصيد وأسدته فاستأسد، وهو حال من الضمير في علمتم (تعلمونهن) فيه وجهان: أحدهما هو مستأنف لا موضع له، والثاني هو حال من الضمير في مكليين، ولا يجوز أن يكون حالا ثانية لأن
(٢٠٧)
مفاتيح البحث: الصيد (2)، الأكل (1)، الجواز (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست