إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ٢٠٢
تمام الاسم، ومن الموصولة والموصوفة غير تامة (ليؤمنن) جواب قسم محذوف، وقيل أكد بها في غير القسم كما جاء في النفي والاستفهام، والهاء في (موته) تعود على أحد المقدر، وقيل تعود على عيسى (ويوم القيامة) ظرف لشهيد، ويجوز أن يكون العامل فيه يكون.
قوله تعالى (فبظلم) الباء تتعلق بحرمنا، وقد ذكرنا حكم الفاء قبل (كثيرا) أي صدا كثيرا أو زمانا كثيرا.
قوله تعالى (وأخذهم - وأكلهم) معطوف على صدهم والجميع متعلق بحرمنا، والمصادر المضافة إلى الفاعل، (وقد نهوا عنه) حال.
قوله تعالى (لكن الراسخون) الراسخون مبتدأ و (في العلم) متعلق به.
و (منهم) في موضع الحال من الضمير في الراسخون (والمؤمنون) معطوف على الراسخون، وفى خبر الراسخون وجهان: أحدهما (يؤمنون) وهو الصحيح.
والثاني هو قوله " أولئك سنؤتيهم " (والمقيمين) قراءة الجمهور بالياء، وفيه عدة أوجه: أحدها أنه منصوب على المدح: أي وأعنى المقيمين وهو مذهب البصريين، وإنما يأتي ذلك بعد تمام الكلام، والثاني أنه معطوف على ما: أي يؤمنون بما أنزل إليك وبالمقيمين، والمراد بهم الملائكة، وقيل التقدير: وبدين المقيمين فيكون المراد بهم المسلمين، والثالث أنه معطوف على قبل، تقديره: ومن قبل المقيمين، فحذف قبل وأقيم المضاف إليه مقامه، والرابع أنه معطوف على الكاف في قبلك، والخامس أنه معطوف على الكاف في إليك، والسادس أنه معطوف على الهاء والميم في منهم، وهذه الأوجه الثلاثة عندنا خطأ، لأن فيها عطف الظاهر على المضمر من غير إعادة الجار، وأما (المؤتون الزكاة) ففي رفعه أوجه: أحدها هو معطوف على الراسخون، والثاني أنه معطوف على الضمير في الراسخون، والثالث هو معطوف على الضمير في المؤمنون، والرابع هو معطوف على الضمير في يؤمنون، والخامس هو خبر مبتدأ محذوف: أي وهم المؤتون، والسادس هو مبتدأ، والخبر (أولئك سنؤتيهم) وأولئك مبتدأ، وما بعده الخبر، ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف: أي ونؤتى أولئك.
قوله تعالى (كما أوحينا) الكاف نعت لمصدر محذوف وما مصدرية، ويجوز أن تكون ما بمعنى الذي، فيكون مفعولا به تقديره: أوحينا إليك مثل الذي أوحينا
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»
الفهرست