قوله تعالى (إلا طريق جهنم) استثناء من جنس الأول، لأن الأول في معنى العموم إذ كان في سياق النفي و (خالدين) حال مقدرة.
قوله تعالى (قد جاءكم الرسول بالحق) بالحق في موضع الحال: أي ومعه الحق أو متكلما بالحق، ويجوز أن يكون متعلقا بجاء أي جاء بسبب إقامة الحق و (من) حال من الحال، ويجوز أن تكون متعلقة بجاء: أي جاء الرسول من عند الله (فآمنوا خيرا) تقديره عند الخليل وسيبويه: وأتوا خيرا فهو مفعول به، لأنه لما أمرهم بالإيمان فهو يريد إخراجهم من أمر وإدخالهم فيما هو خير منه، وقيل التقدير، إيمانا خيرا، فهو نعت لمصدر محذوف، وقيل هو خبر كان المحذوفة:
أي يكن الإيمان خيرا، وهو غير جائز عند البصريين لأن كان لا تحذف هي واسمها ويبقى خبرها إلا فيما لابد منه، ويزيد ذلك ضعفا أن يكون المقدرة جواب شرط محذوف فيصير المحذوف للشرط وجوابه، وقيل هو حال ومثله " انتهوا خيرا " في جميع وجوهه.
قوله تعالى (ولا تقولوا على الله إلا الحق) الحق مفعول تقولوا: أي ولا تقولوا إلا القول الحق، لأنه بمعنى لا تذكروا ولا تعتقدوا، والقول هنا هو الذي تعبر عنه الجملة في قولك قلت زيد منطلق، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف و (المسيح) مبتدأ، و (عيسى) بدل أو عطف بيان، و (رسول الله) خبره و (كلمته) عطف على رسول، و (ألقاها) في موضع الحال وقد معه مقدرة وفى العامل في الحال ثلاثة أوجه: أحدها معنى كلمته لأن معنى وصف عيسى بالكلمة المكون بالكلمة من غير أب، فكأنه قال ومنشؤه ومبتدعه. والثاني أن يكون التقدير: إذ كان ألقاها، فإذ ظرف للكلمة، وكان تامة، وألقاها حال من فاعل كان، وهو مثل قولهم: ضربي زيدا قائما. والثالث أن يكون حالا من الهاء المجرورة، والعامل فيها معنى الإضافة تقديره: وكلمة الله ملقيا إياها (وروح منه) معطوف على الخبر أيضا، و (ثلاثة) خبر مبتدإ محذوف: أي إلهنا ثلاثة أو الإله ثلاثة (إنما الله) مبتدأ، و (إله) خبره، و (واحد) توكيد (أن يكون) أي من أن يكون، أو عن أن يكون، وقد مر نظائره، ومثله (لن يستنكف المسيح أن يكون). (ولا الملائكة) معطوف على المسيح، وفى الكلام حذف: أي أن يكونوا عبيدا.
قوله تعالى (برهان من ربكم) إن شئت جعلت من ربكم نعتا لبرهان أو متعلقا بجاء.