إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ٢٠٠
تقديره: لا يحب أن تجهروا بالسوء، والثاني رفع تقديره: أن يجهر بالسوء و (من القول) حال من السوء (إلا من ظلم) استثناء منقطع في موضع نصب، وقيل هو متصل. والمعنى: لا يحب أن يجهر أحد بالسوء إلا من يظلم فيجهر: أي يدعوا الله بكشف السوء الذي أصابه أو يشكو ذلك إلى إمام أو حاكم، فعلى هذا يجوز أن يكون في موضع نصب، وأن يكون في موضع رفع بدلا من المحذوف إذ التقدير أن يجهر أحد. وقرئ " ظلم " بفتح الظاء على تسمية الفاعل وهو منقطع، والتقدير:
لكن الظالم فإنه مفسوح لمن ظلمه أن ينتصف منه، وهي قراءة ضعيفة.
قوله تعالى (بين ذلك سبيلا) ذلك يقع بمعنى المفرد والتثنية والجمع، وهو هنا بمعنى التثنية: أي بينهما.
قوله تعالى (حقا) مصدر: أي حق ذلك حقا، ويجوز أن يكون حالا: أي أولئك هم الكافرون غير شك.
قوله تعالى (أكبر من ذلك) أي شيئا أو سؤالا أكبر (جهرة) مصدر في موضع الحال: أي مجاهرين، وقيل التقدير: قولا جهرة، وقيل رؤية جهرة، قوله تعالى (ورفعنا فوقهم) فوقهم يجوز أن يكون ظرفا لرفعنا، وأن يكون حالا من (الطور بميثاقهم) في موضع نصب متعلق برفعنا تقديره: بنقض ميثاقهم.
والمعنى: ورفعنا فوقهم الجبل تخويفا لهم بسبب نقضهم الميثاق، و (سجدا) حال (لا تعدوا) يقرأ بتخفيف الدال وإسكان العين، يقال: عدا يعدو إذا تجاوز الحد، ويقرأ بتشديد الدال وسكون العين وأصله تعتدوا، فقلب التاء دالا وأدغم، وهي قراءة ضعيفة لأنه جمع بين ساكنين، وليس الثاني حرف مد.
قوله تعالى (فيما نقضهم) ما زائدة، وقيل هي نكرة تامة، ونقضهم بدل منها. وفيما تتعلق به الباء وجهان: أحدهما هو مظهر، وهو قوله بعد ثلاث آيات " حرمنا عليهم " وقوله " فبظلم " بدل من قوله " فيما نقضهم " وأعاد الفاء في البدل لما طال الفصل، والثاني أن ما يتعلق به محذوف، وفى الآية دليل عليه، والتقدير:
فبنقضهم ميثاقهم طبع على قلوبهم أو لعنوا، وقيل التقدير: فيما نقضهم ميثاقهم لا يؤمنون، والفاء زائدة (بل طبع الله عليها) أي ليس كما ادعوا من أن قلوبهم أوعية للعلم، و (بكفرهم) أي بسبب كفرهم، ويجوز أن يكون المعنى أن كفرهم صار مغطيا على قلوبهم، كما تقول: طبعت على الكيس بالطين: أي جعلته الطابع (إلا قليلا) أي إيمانا أو زمانا قليلا.
(٢٠٠)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست