تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٨١٥
وفيهم مقامات حسان وجوههم * وأندية ينتابها القول والفعل (1) والمقامة: المجلس. وعن ابن عباس: أن أبا جهل أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يصلي، فقال له: ألم أنهك؟ فانتهره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أتنهرني يا محمد وأنا أكثر أهل الوادي ناديا؟ فنزلت: (سندع الزبانية) (2) يعني: الملائكة الموكلين بالنار، وهي في كلام العرب الشرط الواحد، زبنية من: " الزبن " وهو الدفع، كعفرية.
(كلا) ردع لأبي جهل (لا تطعه) يا محمد في النهي عن الصلاة، أي: اثبت على ما أنت عليه من عصيانه (واسجد) ودم على سجودك، وقيل: (واسجد) لله (واقترب) من الله (3).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا سجد " (4).
والسجود هنا من العزائم الأربع.
* * *

(١) البيت من قصيدة طويلة يمدح بها سنان بن أبي حارثة المري. أنظر ديوان زهير بن أبي سلمى: ص ٦٢.
(٢) رواه عنه الواحدي في أسباب النزول: ص ٣٩٦.
(٣) قاله مجاهد في تفسيره: ص ٧٣٨.
(٤) أخرجه ابن عدي في الكامل: ج ٢ ص ٦٩٠ عن أبي هريرة، ورواه الصدوق في الفقيه: ج ١ ص ٢٠٩ ح ٢٣ عن الصادق (عليه السلام). والكليني في الكافي: ج ٣ ص ٢٦٥ ح 3 عن الرضا (عليه السلام).
(٨١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 809 811 812 813 814 815 817 818 819 820 821 ... » »»