تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٧٤٨
علم لديوان الخير الذي دون فيه كل ما عمله المقربون، والأبرار: المتقون من الإنس والجن، منقول من جمع " علي " فعيل من العلو، سمي بذلك: إما لأنه سبب الارتفاع إلى أعالي الدرجات في الجنة، وإما لأنه مرفوع في السماء السابعة تحت العرش حيث يسكن الكروبيون، ويدل عليه قوله: (يشهده المقربون)، وقيل:
سدرة المنتهى (١). والأرائك: الأسرة في الحجال (ينظرون) إلى ما شاءوا مد أعينهم إليه من مناظر الجنة، وإلى ما آتاهم الله من النعيم والكرامة، وإلى أعدائهم يعذبون في النار. (تعرف في وجوههم) بهجة (النعيم) ونضرته وماءه، وقرئ:
" تعرف " على البناء للمفعول، و " نضرة النعيم " بالرفع (٢).
(يسقون من رحيق) خمر صافية خالصة من كل غش (مختوم) أوانيه بمسك مكان الطينة. وقيل: (ختمه مسك) مقطعة رائحة مسك إذا شرب (٣)، وقيل: يمزج بالكافور ويختم مزاجه بالمسك (٤). وقرئ: " خاتمه " بفتح التاء (٥)، أي: ما يختم به ويقطع. (وفي ذلك فليتنافس المتنفسون) فليرغب الراغبون، ونحوه: ﴿لمثل هذا فليعمل العملون﴾ (6). ومزاج ذلك الشراب (من تسنيم) وهو علم لعين بعينها، سميت بالتسنيم الذي هو مصدر: " سنمه " إذا رفعه: إما لأنها أرفع شراب في الجنة، وإما لأنها تأتيهم من فوق، وعن قتادة: هو نهر يجري في الهواء فينصب في أواني أهل الجنة (7). (عينا) نصب على المدح، وقال الزجاج:

(١) قاله الضحاك. راجع تفسير الماوردي: ج ٦ ص ٢٢٩.
(٢) قرأه أبو جعفر ويعقوب. راجع التبيان: ج ١٠ ص ٣٠١.
(٣) قاله ابن عباس والحسن وقتادة والضحاك. راجع المصدر السابق: ص ٣٠٣.
(٤) قاله قتادة. راجع تفسير الماوردي: ج ٦ ص ٢٣٠.
(٥) وهي قراءة الكسائي وحده. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص ٦٧٦.
(٦) الصافات: ٦١.
(7) حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج 4 ص 461.
(٧٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 743 744 745 746 747 748 749 750 751 752 753 ... » »»