وبين أن عوتبنا بهذه الآية إلا أربع سنين (1). وعن ابن عباس: إن الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن بهذه الآية (2). وعن محمد بن كعب: كانت الصحابة بمكة مجدبين فلما هاجروا أصابوا الريف (3) والنعمة، فتغيروا عما كانوا عليه، فقست قلوبهم فنزلت (4). والمعنى: ألم يحن للمؤمنين أن تلين قلوبهم وترق إذا ذكر الله وتلي القرآن عندهم؟ أو: لما يذكرهم الله به من مواعظه وما نزله من القرآن؟ وقرئ: (نزل) و " نزل " (5) بالتخفيف والتشديد (ولا يكونوا) عطف على (تخشع)، وقرئ: " ولا تكونوا " بالتاء (6) على الالتفات، ويجوز أن يكون نهيا عن مماثلة أهل الكتاب في قسوة القلوب، بعد أن وبخوا، وذلك أن بني إسرائيل كان الحق يحول بينهم وبين شهواتهم، وإذا سمعوا التوراة والإنجيل خشعوا لله ورقت قلوبهم، فلما طال عليهم الزمان غلبهم الجفاء والقسوة، واختلفوا، وأحدثوا ما أحدثوا من التحريف وغيره، و (الأمد): الأجل.
(اعلموا أن الله يحى الأرض بعد موتها) هذا تمثيل لأثر الذكر في القلوب، وأنه يحييها كما يحيي الغيث الأرض، أو: يحييها الله بعد موتها، ويلينها بعد القسوة بالألطاف والتوفيقات.
(إن المصدقين) قرئ بتشديد الصاد بمعنى: " المتصدقين "، وبتخفيفها (7) بمعنى: الذين يصدقون الله ورسوله، وعطف قوله: (وأقرضوا الله) على معنى