تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥٠٦
ترك الإيمان والرسول يدعوكم إليه وينبهكم عليه، ويتلو عليكم القرآن المعجز؟
(و) قبل ذلك (قد أخذ) الله (ميثقكم) بالإيمان حيث ركب فيكم العقول، ونصب لكم الأدلة، ومكنكم من النظر فيها، فإذا لم يبق لكم علة بعد أدلة العقول وتنبيه الرسول فما لكم لا تؤمنون (إن كنتم مؤمنين) لموجب ما، فإن هذا الموجب لا مزيد عليه، وقرئ: " أخذ ميثاقكم " (1) على البناء للمفعول.
(ليخرجكم) الضمير لله أو للرسول، أي: ليخرجكم الله بآياته وأدلته، أو الرسول بدعوته من ظلمات الكفر إلى نور الايمان.
(ما لكم ألا تنفقوا) في أن لا تنفقوا (ولله ميرث السموت والأرض) يرث كل شيء فيهما، لا يبقى منه باق لأحد من مال وغيره. والمعنى: وأي غرض لكم في ترك الإنفاق في سبيل الله، والجهاد مع رسول الله، والله مميتكم ووارث أموالكم؟ ثم بين التفاوت بين المنفقين فقال: (لا يستوى منكم من أنفق) قبل فتح مكة، قبل عز الإسلام وقوة أهله " ومن أنفق من بعد الفتح " فحذف للعلم به، (أولئك) الذين أنفقوا قبل الفتح (أعظم درجة... وكلا) وكل واحد من الفريقين (وعد الله) المثوبة (الحسنى) وهي الجنة مع تفاوت الدرجات، وقرئ بالرفع (2) على: وكل وعده الله الحسنى، وقيل: المراد: فتح الحديبية (3).
(من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضعفه له وله أجر كريم (11) يوم ترى المؤمنين والمؤمنت يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمنهم بشراكم اليوم جنت تجرى من تحتها الانهر خلدين فيها

(1) قرأه أبو عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 625.
(2) قرأه ابن عامر وحده. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 711.
(3) قاله عامر الشعبي. راجع تفسير الطبري: ج 11 ص 674.
(٥٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 500 501 503 504 505 506 507 508 509 510 511 ... » »»