تورونها: أي تقدحونها وتستخرجونها من الزناد، والعرب تقدح بعودين، تحك أحدهما على الآخر، ويسمون الأعلى: الزند، والأسفل: الزندة. (أنشأتم شجرتها) التي منها الزناد وأنبتموها. (تذكرة) تذكيرا لنار جهنم حيث علقنا بها أسباب المعايش كلها، وعممنا بالحاجة إليها البلوى لتكون حاضرة للناس ينظرون إليها ويذكرون ما أوعدوا به، أو: جعلناها أنموذجا من جهنم (ومتاعا) ومنفعة (للمقوين) الذين ينزلون القواء، وهو القفر، أو: الذين خلت بطونهم أو مزاودهم من الطعام.
(فسبح باسم ربك) أي: فأحدث التسبيح بذكر اسم ربك، و (العظيم): صفة للمضاف أو للمضاف إليه، وهو أن تقول: سبحان الله؛ تنزيها عما يقول الظالمون الجاحدون نعمه، أو: تعجبا من أمرهم، أو: شكرا على هذه النعم التي عددها سبحانه ونبه عليها.
(فلا أقسم بمواقع النجوم (75) وإنه لقسم لو تعلمون عظيم (76) إنه لقرءان كريم (77) في كتب مكنون (78) لا يمسه إلا المطهرون (79) تنزيل من رب العلمين (80) أفبهذا الحديث أنتم مدهنون (81) وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون (82) فلولا إذا بلغت الحلقوم (83) وأنتم حينئذ تنظرون (84) ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون (85) فلولا إن كنتم غير مدينين (86) ترجعونهآ إن كنتم صدقين (87) فأمآ إن كان من المقربين (88) فروح وريحان وجنت نعيم (89) وأمآ إن كان من أصحب اليمين (90) فسلم لك من أصحب اليمين (91) وأمآ إن كان من المكذبين الضآلين (92) فنزل من حميم (93) وتصلية جحيم (94) إن هذا لهو حق اليقين (95) فسبح باسم ربك العظيم (96))