تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥١٣
ولا تبيد (والله لا يحب كل مختال فخور) لأن من فرح بشيء من زخارف الدنيا وعظم قدره عنده اختال وافتخر به وتكبر على الناس. وقرئ: " بمآ ءاتكم " و " أتاكم " (١) من الإيتاء والإتيان.
(الذين يبخلون) بدل من قوله: (كل مختال فخور)، كأنه قال: لا يحب الذين يبخلون ويحملون الناس على البخل يرغبونهم فيه، وذلك كله نتيجة فرحهم بزينة الدنيا (ومن يتول) عن أوامر الله ونواهيه (فإن الله هو الغنى) عنه وعن طاعته (الحميد) في جميع أفعاله، وقرئ: " فإن الله الغني " (٢).
(بالبينت) بالدلائل والمعجزات، و (الكتب): الوحي وما يحتاج الخلق إليه من الحلال والحرام (والميزان): العدل، وقيل: هو الميزان ذو الكفتين (٣) وروي: أن جبرائيل (عليه السلام) نزل بالميزان فدفعه إلى نوح وقال: مر قومك يزنوا به (٤).
(وأنزلنا الحديد) أي: خلقناه وأنشأناه كقوله: ﴿وأنزل لكم من الانعم ثمنية أزوج﴾ (5)، وذلك أن أوامره تنزل من السماء إلى الأرض وأحكامه.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " أن الله عز وجل أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض:
أنزل الحديد والنار والماء والملح " (6).
(فيه بأس شديد) وهو القتال به (ومنفع للناس) في معائشهم

(١) قرأه أبو عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص ٦٢٦.
(٢) أي بحذف " هو " وهي قراءة نافع وابن عامر، وكذلك هي في مصاحف أهل المدينة والشام.
راجع المصدر السابق: ص ٦٢٧.
(٣) وهو قول الشيخ الطوسي في التبيان: ج ٩ ص ٥٣٤.
(٤) رواه الزمخشري في الكشاف: ج ٤ ص ٤٨٠ مرسلا.
(٥) الزمر: ٦.
(6) رواه البغوي في تفسيره: ج 4 ص 299 بسند إلى ابن عمر يرفعه.
(٥١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 508 509 510 511 512 513 514 515 517 518 519 ... » »»