ولا تبيد (والله لا يحب كل مختال فخور) لأن من فرح بشيء من زخارف الدنيا وعظم قدره عنده اختال وافتخر به وتكبر على الناس. وقرئ: " بمآ ءاتكم " و " أتاكم " (١) من الإيتاء والإتيان.
(الذين يبخلون) بدل من قوله: (كل مختال فخور)، كأنه قال: لا يحب الذين يبخلون ويحملون الناس على البخل يرغبونهم فيه، وذلك كله نتيجة فرحهم بزينة الدنيا (ومن يتول) عن أوامر الله ونواهيه (فإن الله هو الغنى) عنه وعن طاعته (الحميد) في جميع أفعاله، وقرئ: " فإن الله الغني " (٢).
(بالبينت) بالدلائل والمعجزات، و (الكتب): الوحي وما يحتاج الخلق إليه من الحلال والحرام (والميزان): العدل، وقيل: هو الميزان ذو الكفتين (٣) وروي: أن جبرائيل (عليه السلام) نزل بالميزان فدفعه إلى نوح وقال: مر قومك يزنوا به (٤).
(وأنزلنا الحديد) أي: خلقناه وأنشأناه كقوله: ﴿وأنزل لكم من الانعم ثمنية أزوج﴾ (5)، وذلك أن أوامره تنزل من السماء إلى الأرض وأحكامه.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " أن الله عز وجل أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض:
أنزل الحديد والنار والماء والملح " (6).
(فيه بأس شديد) وهو القتال به (ومنفع للناس) في معائشهم