تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٩
صبت عليه صروف الدهر من صبب (١) وكقوله: ﴿أفرغ علينا صبرا﴾ (2) يقال: (ذق إنك أنت العزيز الكريم) على سبيل الهزء والتهكم لمن كان يتعزز ويتكرم على قومه.
وروي أن أبا جهل قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " ما بين جبليها أعز ولا أكرم مني " (3).
وقرئ: " أنك " بالفتح (4) أي: لأنك. (إن هذا) العذاب، أو: إن هذا الأمر هو (ما كنتم به تمترون) أي: تشكون فيه، أو: تتمارون وتتلاجون بسببه.
(إن المتقين في مقام أمين (51) في جنت وعيون (52) يلبسون من سندس وإستبرق متقبلين (53) كذا لك وزوجنهم بحور عين (54) يدعون فيها بكل فكهة ءامنين (55) لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم (56) فضلا من ربك ذا لك هو الفوز العظيم (57) فإنما يسرنه بلسانك لعلهم يتذكرون (58) فارتقب إنهم مرتقبون (59)) قرئ (مقام) بالفتح (5) وهو موضع القيام، وبالضم (6) - مقام - وهو موضع الإقامة، و " الأمين " في وصف المكان مستعار، لأن المكان المخيف كأنما يخوف صاحبه مما يلقى فيه من المكاره.

(١) وصدره: كم امرئ كان في خفض وفي دعة. لم نعثر على قائله، قد ذكره صاحب الكشاف، ومعناه واضح.
(٢) البقرة: ٢٥٠.
(3) رواه الطبري في تفسيره: ج 11 ص 246 عن قتادة.
(4) وهي قراءة الكسائي وحده. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 593.
(5) أي فتح الميم الأولى.
(6) وهي قراءة نافع وابن عامر. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 593.
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»