تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٢٢
فعله قوله فليس بعالم " (1).
(إن الذين يتلون كتب الله) أي: يداومون على تلاوته، وهي شأنهم وديدنهم، وعن مطرف: هي آية القراء (2). و (يرجون) خبر (إن)، (لن تبور) لن تكسد ولن تفسد، وتعلق به (ليوفيهم) أي: تجارة تنفق عند الله ليوفيهم بنفاقها عنده (أجورهم) وهي ما استحقوه من الثواب (ويزيدهم) على قدر (3) استحقاقهم (من فضله)، وإن شئت جعلت (يرجون) في موضع الحال، بمعنى:
فعلوا جميع ذلك من التلاوة وإقامة الصلاة والإنفاق راجين تجارة مربحة ليوفيهم، وخبر (إن) قوله: (إنه غفور شكور) أي: غفور لهم وشكور لأعمالهم.
(والذي أوحينا إليك من الكتب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده ى لخبير بصير (31) ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ى ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير (32) جنت عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير (33) وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور (34) الذيأحلنا دار المقامة من فضله ى لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب (35)) (من الكتب) يعني: القرآن، و (من) للتبيين، أو يريد الجنس و (من) للتبعيض، (مصدقا) حال مؤكدة؛ لأن الحق لا ينفك عن هذا التصديق (لما بين يديه) أي: لما تقدمه من الكتب، إنه (بعباده لخبير بصير) يعني: إنه خبرك وأبصر شمائلك فرآك أهلا لما أوحاه إليك من الكتاب المعجز.

(١) رواه الكليني في الكافي: ج ١ ص ٣٦ ح 2 بإسناده عن الحارث بن المغيرة.
(2) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 3 ص 611.
(3) في نسخة: " قلة ".
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»