* (ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالابصار (43) يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار (44) والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم من يمشى على رجلين ومنهم من يمشى على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شئ قدير (45) لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (46)) * * (يزجى) * يسوق، ومنه: البضاعة المزجاة، يزجيها كل أحد لا يرضاها، والسحاب قد يكون واحدا كالغماء وجمعا كالرباب * (ثم يؤلف بينه) * أي: بين أجزائه بأن يضم بعضها إلى بعض، ولذلك جاز " بينه " وهو واحد، كما قيل في قوله:
بين الدخول فحومل (1) والركام: المتراكم، والودق: المطر * (من خلله) * من فتوقه ومخارج القطر منه جمع خلل، وقرئ في الشواذ: " من خلله " (2). ذكر من جملة الدلائل على ربوبيته:
تسبيح من في السماوات والأرض وكل ما يطير، ثم ذكر سبحانه: تسخير السحاب، وإنزال المطر منه، وما يحدث فيه من الأفعال على ما تقتضيه الحكمة.
و * (من) * الأولى لابتداء الغاية والثانية للتبعيض والثالثة للتبيين، أو: الأولتان للابتداء، والآخرة للتبعيض، على معنى: ينزل البرد من السماء * (من جبال فيها) *،