تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٦٢٤
ويرتفع * (رجال) * بما دل عليه * (يسبح) * أي: يسبح رجال، والآصال: جمع أصل وهو العشي، والمعنى: بأوقات الغدو أي: بالغدوات، والتجارة: صناعة التاجر، أي: لا يشغلهم عن الذكر والصلاة، فإذا حضرت الصلاة تركوا التجارة وقاموا إليها * (وإقام الصلاة) * أي: إقامتها، فإن التاء في " إقامة " عوض من العين الساقطة، إذ الأصل " إقوام " فلما أضيفت أقيمت الإضافة مقام حرف التعويض فأسقطت، ونحوه:
وأخلفوك عدا الأمر الذي وعدوا (1) وتقلب القلوب والأبصار: أن تضطرب من الهول والفزع، و " تشخص " أي:
تتقلب أحوالها فتفقه القلوب وتبصر الأبصار بعد أن كانت لا تفقه ولا تبصر، أي:
يسبحون ليجزيهم جزاء أعمالهم مضاعفا، ويزيدهم على الثواب تفضلا، والتفضل يكون * (بغير حساب) *.
* (والذين كفروا أعملهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفه حسابه والله سريع الحساب (39) أو كظلمات في بحر لجي يغشه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمت بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يربها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور (40) ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صفت كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون (41) ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير (42)) *

(1) وصدره: إن الخليط أجدوا البين فانجردوا. والبيت منسوب لزهير بن أبي سلمى من قصيدة يمدح بها هرم بن سنان، وقيل: للفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب. راجع ديوان زهير: 26.
(٦٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 619 620 621 622 623 624 625 626 627 628 629 ... » »»