موبقا (52) ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا (53) ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الانسان أكثر شئ جدلا (54) وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا (55)) * * (كان من الجن) * كلام مستأنف، والفاء للتسبيب، جعل كونه من الجن سببا في فسقه، ومعنى " فسق ": خرج عما أمره به ربه من السجود، أو صار فاسقا كافرا بسبب * (أمر ربه) * الذي هو قوله: * (اسجدوا) *، * (أفتتخذونه) * الهمزة للإنكار والتعجب، أي: أبعد ما وجد منه تتخذونه * (وذريته أولياء من دوني) * وتستبدلونهم بي؟! * (بئس) * البدل من الله إبليس لمن استبدله.
وقرئ: " ما أشهدناهم " (1) أي: ما أحضرت إبليس وذريته * (خلق السماوات والأرض) * أي: اعتضادا بهم * (ولا) * أشهدت بعضهم * (خلق) * بعض، وهو كقوله:
* (ولا تقتلوا أنفسكم) * (2)، * (وما كنت متخذ المضلين عضدا) * وضع * (المضلين) * موضع الضمير ذما لهم بالإضلال، أي: فما لكم تتخذونهم شركاء لي (3) في العبادة.
وقرئ: * (يقول) * بالياء والنون (4)، وأضاف " الشركاء " إليه على زعمهم توبيخا لهم يريد الجن، والموبق: المهلك، من وبق يبق: إذا هلك، ويجوز أن يكون مصدرا أي: * (وجعلنا بينهم) * واديا من أودية جهنم، هو مكان الهلاك والعذاب