وتقليب الكفين عبارة عن الندم والتحسر، لأن النادم يفعل ذلك، فكأنه قال:
فأصبح يندم * (على ما أنفق فيها) * أي: في عمارتها * (وهي خاوية على عروشها) * يعني: سقطت عروش كرومها على الأرض وسقطت فوقها الكروم، قالوا: أرسل الله عليها نارا فأهلكتها (1) وغار * (ماؤها) * ثم تمنى لو لم يكن مشركا حتى لا يهلك الله بستانه، ويجوز أن يكون توبة من الشرك ودخولا في الإيمان.
وقرئ: * (لم تكن) * بالتاء والياء (2) و * (ينصرونه) * محمول على المعنى دون اللفظ، والمعنى: * (لم تكن له) * جماعة تقدر على نصرته * (من دون الله) * أي: هو سبحانه وحده القادر على نصرته، لا يقدر أحد غيره أن ينصره، إلا أنه لم ينصره لأنه استوجب الخذلان * (وما كان منتصرا) * أي: ممتنعا بقوته عن انتقام الله.
قرئ: * (الولية) * بفتح الواو وكسرها (3)، والفتح بمعنى النصرة، والكسر بمعنى السلطان والملك، و * (هنالك) * أي: في ذلك المقام وتلك الحال النصرة * (لله) * وحده لا يستطيعها أحد سواه، أو: السلطان لله لا يمتنع منه، أو: في مثل تلك الحال الشديدة يتولى الله ويؤمن به كل مضطر، يعني: أن قوله: * (يا ليتني لم أشرك) * كلمة ألجأته الضرورة إليها، و * (الحق) * قرئ بالرفع (4) صفة ل * (الولية) *، وبالجر صفة لله * (هو خير ثوابا) * لأوليائه و * (خير عقبا) * أي: عاقبة، يعني: عاقبة طاعته خير من عاقبة طاعة غيره، وقرئ بضم القاف (5) وسكونها.